وفد الحوثيين المفاوض يغادر صنعاء رفقة المبعوث الأممي للمشاركة في مشاورات السويد
وجاءت مغادرة وفد الحوثيين وحلفائهم من ممثلي حزب "المؤتمر العام" بجناحه الخاضع للجماعة، على متن طائرة كويتية وصلت إلى مطار صنعاء الدولي، لنقل الوفد بصحبة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وسفير الكويت لدى صنعاء فهد الميع.
وقال رئيس الوفد المفاوض عن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في اليمن، محمد عبد السلام، إن جماعته لن تدخر جهداً بإنجاح مشاورات السلام في السويد، لكنه دعا مسلحي الجماعة إلى "اليقظة" لمواجهة أي تصعيد عسكري.
وقال عبد السلام، عبر حسابه على موقع "تويتر": "لن ندخر جهداً لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار"، وأضاف "أيدينا ممدودة للسلام وفي نفس الوقت نهيب بالجيش والأمن واللجان الشعبية أن يكونوا متيقظين لأي تصعيد، حيث قد دشنوا تصعيدهم العسكري منذ صباح اليوم" (في إشارة إلى القوات الحكومية والتحالف).
وكان غريفيث قد وصل إلى صنعاء، أمس الاثنين، لمرافقة وفد الحوثيين الذين اشترطوا للمغادرة نقلهم على متن طائرة "آمنة"، وعدم اعتراضهم من قبل التحالف.
وأعلن نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله في تصريحات، يوم الاثنين، أن الوفد الحوثي سيغادر صنعاء على متن طائرة كويتية بصحبة سفير بلاده، التي استضافت جولة المشاورات اليمنية الثانية بين شهري إبريل/ نيسان وأغسطس/ آب 2016.
من جهته، قال مصدر مقرب من الوفد الحكومي اليمني لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، إن وفد الحكومة سيغادر الأربعاء بعد أن يصل وفد الحوثيين إلى استوكهولم.
وقال حميد عاصم، وهو يستعدّ للسفر مع بقية أعضاء الوفد من مطار صنعاء عبر طائرة كويتية، لوكالة "الأناضول"، إن يوم الخميس هو "الموعد المحدّد حتى اللحظة للمشاورات، ما لم يطرأ أي تغيير".
وأشار عاصم إلى أن الآمال كبيرة في التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين، شريطة "قبول السعودية وأميركا بوقف الحرب في بلادنا".
وفي وقتٍ سابق، أعلن الحوثيون استعدادهم للحضور إلى استوكهولم للمشاركة في المفاوضات، إذا ما تم المضي في إجراءات بناء الثقة، وأبرزها السماح بنقل الجرحى لتلقّي العلاج في مستشفيات خارج البلاد.
وكانت مصادر سياسية يمنية قد أكدت سابقاً، لـ"العربي الجديد"، أن الوفدين اللذين يمثلان كلاً من الحكومة والحوثيين وحلفائهم يضمّان الأعضاء ذاتهم الذين كان الطرفان قد سمياهم للمشاركة في مشاورات جنيف التي فشلت في الانعقاد في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وانزاحت عقبة رئيسية في طريق حضور الحوثيين إلى المفاوضات، بنقل 50 جريحاً على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، إلى مسقط أمس الاثنين. وفي هذا الصدد، قال مارتن غريفيث، يوم الثلاثاء، في بيان مقتضب، إنه يعرب "عن خالص الشكر لقيادات التحالف وسلطنة عمان لتعاونهم ولدعمهم هذه المبادرة بشكل كامل".
ووقّعت الحكومة اليمنية مع الحوثيين اتفاقاً لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، بحسب ما ذكرت مصادر متطابقة لوكالة "فرانس برس".
وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية، هادي هيج، لوكالة "فرانس برس"، إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من الحوثيين.
ورأت المتحدّثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، ميريلا حديب، ردّاً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، أن "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الثقة بين المجتمعات اليمنية"، مشيرة إلى أن اللجنة ستشرف على عملية التبادل بين الطرفين وتسهلها.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن قد أعلن في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أمام مجلس الأمن الدولي أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريباً، وذلك في إطار الإجراءات التي تعزّز الثقة بين الطرفين استعداداً للمحادثات.
وأكّد "رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى" لدى الحوثيين، عبد القادر المرتضى، حصول الاتفاق، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذ الاتفاق "بكل سلاسة".
وبحسب هيج، فإن بين المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي وشقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأوضح هيج أن تطبيق الاتفاق سيتم بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد. ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لإجراء مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمني.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف، بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة إلى صنعاء وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عُمان.