وقفة في غزة احتجاجاً على الاعتقال الإداري

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
19 مارس 2018
1DE1F55B-47FB-4752-BD76-F5695259465C
+ الخط -

بحرقة دمٍ وإرهاق واضح على ملامحها المجعدة، تحمل السبعينية أم ناهض حميد، صورة ابنها الأسير داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد طال شوقها لما يزيد عن عشر سنوات، منتظرة سماع خبر الإفراج عنه، وهو المحكوم بالاعتقال عشرين عاماً.

أم ناهض، كانت تقف إلى جانب مجموعة من أمهات الأسرى والمتضامنات، في الاعتصام الذي نظمته جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، ومؤسسة "مهجة القدس" للأسرى، اليوم الإثنين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يحملن صور أبنائهن، ويهتفن بحرقة، للإفراج عنهم، وإنهاء الظلم الإسرائيلي بحقهم.

وتقول أم الأسير ناهض حميد، لـ"العربي الجديد"، إن انتظارها طال لمعانقة ابنها الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل عشر سنوات، مضيفة: "أتمنى الفرج العاجل لكل الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، والذين يتعرضون لأبشع الجرائم والممارسات العنصرية".

أما والدة الأسير رامي عنبر، فقالت في كلمة أمهات وذوي الأسرى، إن الأسرى "يعانون الأمرّين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وممارساته التعسفية المتواصلة بحقهم"، ممسكة بصور الأسرى وشعارات تطالب بالإفراج الفوري عنهم.

وتضيف: "نرفض كل الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية التي تُمارس ضد الأسرى، إلى جانب الإهمال الطبي المتعمد، والتفتيش الليلي، والتفتيش العاري، ومنع أهالي الأسرى من الزيارة"، مشددة على أن كل الاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان تضمن حقوق الأسرى، وتُجَرّم الاعتقال الإداري غير القانوني.

الاعتقال الإدراي غير قانوني(عبد الحكيم أبو رياش) 


وتشير أم الأسير عنبر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أفظع الانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين، علاوة على تحويل العيادة الطبية إلى "مسلخ للأسرى، وحقل تجارب للأدوية التي يتم تصنيعها داخل الكيان الإسرائيلي، ما يعرّض حياتهم للخطر، وللأمراض المزمنة".

ينددون بالانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى(عبد الحكيم أبو رياش) 




ودعت أم رامي عنبر، الأسرى، إلى الإضراب الجماعي عن الطعام، والوقوف يداً واحدة في وجه السجان الإسرائيلي، من أجل كسر الأحكام الجائرة، ورفض الاعتقال الإداري، مطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية بعدم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين إلا بصفقة أسرى تضمن الإفراج الكامل عن الأسرى الفلسطينيين.

وأكد الحقوقي جبر وشاح، ضرورة مواجهة الاعتقال الإداري بخطة وطنية فلسطينية متكاملة، وإلا سيتضاعف عدد الأسرى الإداريين، والبالغ عددهم 470 معتقلاً، عشر مرات في القريب العاجل، وذلك وفق الخطة الإسرائيلية المدعومة كلياً من الإدارة الأميركية.

في الوقفة الاحتجاجية (عبد الحكيم أبو رياش) 


تحرك أهالي المعتقلين الإداريين في غزة(عبد الحكيم أبو رياش) 


وأشار إلى أن مضاعفة أعداد الأسرى الإداريين يأتي ضمن ما يخطط له في صفقة القرن، واعتقال كل من له تأثير في المجتمع الفلسطيني ويعارض تلك الخطة، مضيفاً: "ستتضافر جهود كل المتآمرين لاعتقال أعداد هائلة من النشطاء والمؤثرين الذين يواجهون القرارات التي تدعم مخططات صفقة القرن".

يطالبون بمحاكمات عادلة لأبنائهم الأسرى(عبد الحكيم أبو رياش) 



ينادون بوقف الإهمال الطبي المتعمد للأسرى(عبد الحكيم أبو رياش) 

وأكد وشاح أن إسرائيل لا تلتزم بأي من المعايير الدولية في الاعتقال الإداري، الذي يشترط أن يكون لضرورة أمنية شديدة الحساسية، وأن يتمتع الأسير فيها بمحاكمة عادلة، وإعلامه بالتهم الموجهة إليه، إلى جانب تحديد مدة اعتقاله. وأشار إلى أن تلك الشروط لا تنطبق على واقع الاعتقال الإداري في السجون الإسرائيلية.



وشدد وشاح في كلمته على أهمية رفض ومواجهة الاعتقال الإداري، وإضراب الأسرى عن المثول أمام المحاكم الإسرائيلية، ودعم تلك الخطوات من كافة المؤسسات المعنية بالأسرى.

ذات صلة

الصورة
أبو خديجة يسعى للعودة إلى الملاعب رغم الغياب الطويل (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى لاعب منتخب فلسطين الأول لكرة القدم أحمد أبو خديجة (28)، الذي تحرّر من سجون الاحتلال في 31 أكتوبر الماضي بعد 20 شهراً من الاعتقال، تجربته في المعتقل.

الصورة
صورة للشهيدة وفاء جرار وزعتها عائلتها بعد إعلان استشهادها، 5 أغسطس 2024

مجتمع

منذ أكثر من عامين كانت الفلسطينية وفاء جرار (50 عاماً) إحدى مُؤسِّسات "رابطة تجمّع أمهات الشهداء والأسرى" في الضفة الغربية، ولم تكن تعلم أنها ستصبح إحدى هؤلاء.
الصورة
نائل النجار ووالدته في غزة، 29 يوليو/ تموز 2024 (الأناضول)

مجتمع

عاش الأسير الفلسطيني نائل النجار 20 عاماً في أقبية السجون الإسرائيلية، ينتظر بفارغ الصبر لحظة الحرية ليتمكن من لقاء خطيبته والزواج منها.
الصورة

سياسة

وصف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني في منشأة اعتقال يُحتجز فيها أسرى من قطاع غزة، الظروف التي يعاني منها الأسرى، والتي وصلت إلى حد قطع أطرافهم.
المساهمون