وقفة مع رفيقة البحوري

11 مارس 2020
(رفيقة البحوري)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته قرّاءه. "لدي انطباع بأن الأجزاء الثانية من السير الذاتية باهتة" تقول الكاتبة والنقدة التونسية رفيقة البحوري في حديثها إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أترأّس جمعية "البديل الثقافي"، ونحن في كل سنة ننظّم تظاهرة ثقافية بعنوان "مدينة تقرأ، مدينة ترتقي". حالياً نحن بصدد التحضير لهذه التظاهرة في مدينة المنستير.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر كتبي سيرة ذاتية بعنوان "في المياه المالحة" عن "دار محمد علي الحامي للنشر"، وقد فاز هذا العمل بجائزة أفضل إبداع نسائي حول الحقوق والحريات خلال "المعرض الوطني للكتاب التونسي" الذي أقيم نهاية السنة الماضية. هذا الكتاب هو أول سيرة ذاتية نسائية باللغة العربية في تونس وكان له صدى طيّب، وقد سعدتُ بهذا النجاح. كثير من القرّاء كانوا يسألونني هل سأكتب جزءاً ثانياً لهذه السيرة، وأنا أجيب من خلال هذه المساحة أنني لن أكتب سيرة ثانية. عندي انطباع أن أغلب الأجزاء الثانية للسير الذاتية باهتة وأريد أن أتجنّب ذلك. في المقابل أفكّر في كتابة الرواية، فالخيال يستطيع أن يضفي مسحة من الجمال حين تصبح الحياة باهتة.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
راضية عما كتبتُ، لأنني أكتب دائماً بصدق، فلا أزيّف الواقع ولا أصوغ انفعالات لم أشعر بها. بالتالي فإن كل ما كتبت جزء مني. وحين أقول إنني راضية عمّا كتبت، لا ينفي ذلك أنه بودّي أن يكون المستقبل أفضل والكتابات القادمة أكثر عمقاً.


■ لو قيّض لك البدء من جديد فأي مسار كنت ستختارين؟
لن أغيّر الكثير. ربما بعض الأشياء مثل تخصيص وقت أكبر للأدب، فقد أخذت مني الأنشطة الثقافية والحقوقية وقتاً على حساب كتاباتي وإبداعاتي، والتي ظلت قليلة مقارنة بما كنت أصبو إلى إنجازه.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
أتمنى لو يخرج العالم من دوامة الفكر اليميني. أتمنى عالماً يشبه مبادئ عصر الأنوار. أريد أن تسود العدالة والحرية والكرامة هذا العالم ويعيش الناس في واقع مزدهر.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها ولماذا هي بالذات؟
أفكر في ديهيا البربرية، والتي تُعرف بـ الكاهنة، ولم تكن كاهنة في الواقع. كانت ملكة البربر. هي نموذج المرأة المتحرّرة فكانت تقود جيشها وتخطط للحرب وتكسبها وكانت كذلك متسامحة دينياً على عكس ما يشاع. تُختصر سيرتها بأنها تصدّت للفتح الإسلامي لكنها فعلت ذلك بوازع وطني، وقليلا ما يُذكر أنها في أواخر حياتها نصحت ابنيها بالإسلام.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
أعود باستمرار إلى "معجم الأساطير اليونانية والرومانية" كما أني أحبّ الاطلاع على الأساطير الأفريقية والفارسية.


■ ماذا تقرئين الآن؟
بصدد قراءة كتاب "مع البدو في حلّهم وترحالهم" لمحمد المرزوقي.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
من المؤسف أنني لا أستطيع الكتابة وأنا أستمع إلى الموسيقى. خارج أوقات الكتابة أحبّ سماع موتسارت وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وموسيقى المالوف التونسي.


بطاقة
كاتبة وناقدة تونسية من مواليد 1951. من إصداراتها: "الأدب الروائي عند غسان كنفاني" عن "دار التقدم" (1981)، وصدرت طبعته الثانية في 2016 عن "الدار التونسية للكتاب"، و"المرأة ولعبة الحرف" عن "دار محمد علي الحامي" (2001)، وعن نفس الدار صدرت سيرتها الذاتية "في المياه المالحة" (2019).

دلالات
المساهمون