لا يجد كثير من المصريين مفراً من غلاء الأسعار وتدني معيشتهم، سوى اللجوء إلى أسواق تنشط في ظل هذه الأجواء من الضغوط الاقتصادية، إذ يجد كل ما هو مستعمل طريقه إلى الاستخدام مرة أخرى، لا سيما تلك البضائع المستوردة من الخارج.
وفي وكالة البلح، أحد أسواق الملابس المستعملة الرئيسية في مصر، يتوافد الآلاف يوميا لشراء ما عزّ شراؤه جديدا من الألبسة بمختلف أذواقها وألوانها، لكن يبدو أن تقشف المواطنين طاول، فيما يبدو، أسواق المستعمل هي الأخرى.
وتسيطر ملامح الركود على السوق التي قلما وجدت مصريا لا يعرفها، خاصة طائفة الفقراء ومحدودي الدخل، وهم كُثر، في مصر.
وبمجرد أن تطأ قدماك سوق وكالة البلح وسط العاصمة القاهرة، حيث لم تترك بسطات الملابس المستعملة موضعا يسمح بعرض بضائع إلا واستغلته، يتلقفك الباعة، فهذا يتتبعك ليعرض عليك سلعته، وآخر يُلح عليك في الدخول إلى محله أو الوقوف عند بسطته لمعاينة ما بها من بضائع ربما تروق لك.
ويقول أحمد الهوارى، وهو عامل في متجر لبيع الملابس، إن درجة الحرارة المرتفعة خلال اليومين الماضيين ساهمت في مزيد من الركود، فمبيعاته في أحد اليومين لم تتجاوز ألف جنيه (130 دولاراً)، بينما كانت تصل في السابق، خاصة أيام الشتاء، إلى خمسة أضعاف هذا الرقم وربما أكثر.
ولا يعرف الهواري، الذي كان يتحدث لمراسل "العربي الجديد"، سبباَ لركود السوق خلال الشهرين الماضيين، إلا الشمس الحارقة التي تركز أشعتها على مصر هذه الأيام، إذ لم تكن المبيعات بهذا المستوى المنخفض في فصل الشتاء.
وفي المحل الذي يعمل فيه الهواري، ملابس تبدو مناسبة أكثر لأذواق الشباب، وقد عُلق على أحد "التي شيرتات" لافتة صغيرة مكتوب عليها "20 جنيها" (2.6 دولار)، بينما كان سعر السروال الغينز 60 جنيها (8 دولارات)، وهي أسعار منخفضة جدا، بالنظر إلى أنها بضائع أصلية مستوردة من الخارج، وفق الهواري.
اقرأ أيضا: على أعتاب ثورات الجياع
ودفعت حالة الركود في معدلات البيع في سوق وكالة البلح، المتاجر إلى المنافسة وحرق الأسعار، وهو ما يثير مخاوف الهواري من مزيد من الخسائر، "إلا أن التجار مضطرون إلى ذلك لرغبتهم في الحصول على سيولة مالية للإنفاق على أسرهم ومستلزمات التجارة وسداد الديون".
ويشترى تجار الملابس والمفروشات المستعملة بضاعتهم من مدينة بورسعيد على شاطئ البحر المتوسط شمال مصر، ومنطقة القنطرة على قناة السويس. وتعد غالبية الملابس المستعملة التي يتم المتاجرة بها مستوردة من أوروبا وتركيا والصين، بحسب الهوارى.
وعلى الرغم من نقل نسبة كبيرة من الباعة الجائلين في محافظة القاهرة إلى أماكن محددة لعرض بضاعتهم، إلا أنه لا يزال هؤلاء الباعة يفترشون رصيف وكالة البلح.
ويقول الهواري، إن الباعة في الشارع لا يزالون موجودين على الرصيف، وهم يتخوفون من عملية نقلهم إلى أماكن أخرى لا يتوافر فيها رواج عمليات الشراء مثل منطقة وسط القاهرة. وأضاف أن غالبية الباعة الجائلين يدفعون رسوما لمحافظة القاهرة ولشرطة المرافق مقابل عدم إزالة بسطاتهم.
وكانت محافظة القاهرة قد نقلت مجموعة كبيرة من الباعة الجائلين في شارع طلعت حرب القريب من ميدان التحرير إلى منطقة حيّ الترجمان، وهو ما وصفه تجار ملابس بأنه عملية إعدام للباعة.
وذكر أحمد أن بعض أصحاب المحلات سيتضررون من هذا القرار حال تنفيذه على الباعة الجائلين في وكالة البلح، إذ إن أكثر أصحاب المحال يتقاضون أجرة شهريا ليست بالقليلة من الباعة الذين يستغلون واجهات محلاتهم في وضع بسطات خاصة.
ويرى رئيس جمعية منتجي الملابس في مصر، يحيى زنانيري، أن السبب الرئيسي في الإقبال على الملابس المستعملة، هو انخفاض سعرها، منوها إلى أن جودتها تكون رديئة للغاية. وأشار إلى أن تدني دخول المصريين أحد أهم الأسباب التي تدفعهم دائما إلى الإقبال على الملابس المستعملة. وقال إن تجارة الملابس الجاهزة في البلاد تتجاوز 15 مليار جنيه (ملياري دولار) سنويا، 40% منها مهربة و30% مستوردة، أما الباقي فهو صناعة محلية.
ويتراوح متوسط الإنفاق السنوي للمصريين على الملابس بين 200 و300 جنيه للفرد سنويا، وفقا لرئيس جمعية منتجي الملابس.
لكن الهواري يرى أن الملابس التي يبيعونها في وكالة البلح تعد أفضل جودة من تلك الموجودة في أرقى المحلات بالقاهرة، حيث تبالغ المحلات في الأسعار، مما يدفع الأسر المصرية الفقيرة إلى الشراء من الوكالة.
اقرأ أيضا: " دلع" رجال الأعمال و"خوزقة" الفقراء
وفي وكالة البلح، أحد أسواق الملابس المستعملة الرئيسية في مصر، يتوافد الآلاف يوميا لشراء ما عزّ شراؤه جديدا من الألبسة بمختلف أذواقها وألوانها، لكن يبدو أن تقشف المواطنين طاول، فيما يبدو، أسواق المستعمل هي الأخرى.
وتسيطر ملامح الركود على السوق التي قلما وجدت مصريا لا يعرفها، خاصة طائفة الفقراء ومحدودي الدخل، وهم كُثر، في مصر.
وبمجرد أن تطأ قدماك سوق وكالة البلح وسط العاصمة القاهرة، حيث لم تترك بسطات الملابس المستعملة موضعا يسمح بعرض بضائع إلا واستغلته، يتلقفك الباعة، فهذا يتتبعك ليعرض عليك سلعته، وآخر يُلح عليك في الدخول إلى محله أو الوقوف عند بسطته لمعاينة ما بها من بضائع ربما تروق لك.
ويقول أحمد الهوارى، وهو عامل في متجر لبيع الملابس، إن درجة الحرارة المرتفعة خلال اليومين الماضيين ساهمت في مزيد من الركود، فمبيعاته في أحد اليومين لم تتجاوز ألف جنيه (130 دولاراً)، بينما كانت تصل في السابق، خاصة أيام الشتاء، إلى خمسة أضعاف هذا الرقم وربما أكثر.
ولا يعرف الهواري، الذي كان يتحدث لمراسل "العربي الجديد"، سبباَ لركود السوق خلال الشهرين الماضيين، إلا الشمس الحارقة التي تركز أشعتها على مصر هذه الأيام، إذ لم تكن المبيعات بهذا المستوى المنخفض في فصل الشتاء.
وفي المحل الذي يعمل فيه الهواري، ملابس تبدو مناسبة أكثر لأذواق الشباب، وقد عُلق على أحد "التي شيرتات" لافتة صغيرة مكتوب عليها "20 جنيها" (2.6 دولار)، بينما كان سعر السروال الغينز 60 جنيها (8 دولارات)، وهي أسعار منخفضة جدا، بالنظر إلى أنها بضائع أصلية مستوردة من الخارج، وفق الهواري.
اقرأ أيضا: على أعتاب ثورات الجياع
ودفعت حالة الركود في معدلات البيع في سوق وكالة البلح، المتاجر إلى المنافسة وحرق الأسعار، وهو ما يثير مخاوف الهواري من مزيد من الخسائر، "إلا أن التجار مضطرون إلى ذلك لرغبتهم في الحصول على سيولة مالية للإنفاق على أسرهم ومستلزمات التجارة وسداد الديون".
ويشترى تجار الملابس والمفروشات المستعملة بضاعتهم من مدينة بورسعيد على شاطئ البحر المتوسط شمال مصر، ومنطقة القنطرة على قناة السويس. وتعد غالبية الملابس المستعملة التي يتم المتاجرة بها مستوردة من أوروبا وتركيا والصين، بحسب الهوارى.
وعلى الرغم من نقل نسبة كبيرة من الباعة الجائلين في محافظة القاهرة إلى أماكن محددة لعرض بضاعتهم، إلا أنه لا يزال هؤلاء الباعة يفترشون رصيف وكالة البلح.
ويقول الهواري، إن الباعة في الشارع لا يزالون موجودين على الرصيف، وهم يتخوفون من عملية نقلهم إلى أماكن أخرى لا يتوافر فيها رواج عمليات الشراء مثل منطقة وسط القاهرة. وأضاف أن غالبية الباعة الجائلين يدفعون رسوما لمحافظة القاهرة ولشرطة المرافق مقابل عدم إزالة بسطاتهم.
وكانت محافظة القاهرة قد نقلت مجموعة كبيرة من الباعة الجائلين في شارع طلعت حرب القريب من ميدان التحرير إلى منطقة حيّ الترجمان، وهو ما وصفه تجار ملابس بأنه عملية إعدام للباعة.
وذكر أحمد أن بعض أصحاب المحلات سيتضررون من هذا القرار حال تنفيذه على الباعة الجائلين في وكالة البلح، إذ إن أكثر أصحاب المحال يتقاضون أجرة شهريا ليست بالقليلة من الباعة الذين يستغلون واجهات محلاتهم في وضع بسطات خاصة.
ويرى رئيس جمعية منتجي الملابس في مصر، يحيى زنانيري، أن السبب الرئيسي في الإقبال على الملابس المستعملة، هو انخفاض سعرها، منوها إلى أن جودتها تكون رديئة للغاية. وأشار إلى أن تدني دخول المصريين أحد أهم الأسباب التي تدفعهم دائما إلى الإقبال على الملابس المستعملة. وقال إن تجارة الملابس الجاهزة في البلاد تتجاوز 15 مليار جنيه (ملياري دولار) سنويا، 40% منها مهربة و30% مستوردة، أما الباقي فهو صناعة محلية.
ويتراوح متوسط الإنفاق السنوي للمصريين على الملابس بين 200 و300 جنيه للفرد سنويا، وفقا لرئيس جمعية منتجي الملابس.
لكن الهواري يرى أن الملابس التي يبيعونها في وكالة البلح تعد أفضل جودة من تلك الموجودة في أرقى المحلات بالقاهرة، حيث تبالغ المحلات في الأسعار، مما يدفع الأسر المصرية الفقيرة إلى الشراء من الوكالة.
اقرأ أيضا: " دلع" رجال الأعمال و"خوزقة" الفقراء