مجرّد هواية جعلت يامن العبدلي قادراً على المشاركة في معارض فنية. الشاب التونسي الذي يجمع الخردة استطاع تحويلها إلى مجسمات
نصف مروحة، جنزير دراجة هوائية، مقود، قضبان حديدية، عجلات عربات صغيرة، أسلاك وغيرها من مختلف أنواع الخردة... ليست مواد ملقاة في مكبات القمامة أو مخازن تجميع الخردة، بل اعتاد أن يرصفها بشكل عشوائي في ركن صغير على سطح البيت، هو الذي عشق تشكيل مجسمات ومنحوتات من الخردة. مكان بسيط يخيّل للرائي للوهلة الأولى أنّه مجرد ركن لتجميع كل ما هو قديم. إنه يامن العبدلي، شاب يتحدر من منطقة القصرين التي تبعد عن العاصمة تونس 300 كيلومتر، ويعمل أستاذاً للفنون في وكالة التكوين المهني. كانت انطلاقته مع الفنّ من خلال الرسم على اللوحات وكل ما يحمله منذ كان تلميذاً، ليهتمّ لاحقاً بكلّ ما يمكن صنعه من مجسمات وأعمال فنية بواسطة الخردة. يقول إنّه يأخذ أي قطعة خردة تعترضه بالطريق ليجمّعها على سطح بيته في ركن صغير بات مثل ورشة بالنسبة إليه. يقصدها في أوقات فراغه أو بعد الدوام، ليعمل في ذلك المكان لساعات متأخرة من الليل أحياناً. وبات يصنع مجسمات ومنحوتات مكّنته من المشاركة في معارض عدة سواء في منطقته أو في مدينة الثقافة في العاصمة.
ولا يتوانى يامن عن لمّ أي قطعة حديد يجدها في طريقه. يحملها فقط عسى أن يحتاجها لتشكيل مجسماته التي لا يرسمها غالباً على الورق، لكن تكون فكرتها في ذهنه حتى ساعة التنفيذ. أولى منحوتاته كانت الموسيقى ثمّ المحارب. كما عمد يامن إلى تجسيد مجسمات تعبّر عن واقع معيّن، على غرار أوضاع عمال المناجم أو الطيور المهاجرة إلى تونس والتي تفقد مكاناً يؤويها، أو التعبير عن معاناة الشباب العاطلين من العمل أو الفقر أو غيرها من المواضيع الحياتية اليومية. ويشير إلى أنّ الأعمال التي يقوم بها هي في الظاهر أعمال فنية جميلة ذات طابع خاص، لكنّها في المقابل تنقل صورة عن الواقع اليومي.
ويستعمل يامن وسائل ومواد عدة تمكّنه من صنع مجسماته الفنية التي تتكون من مواد بسيطة تتوفر في أي مكان. أحياناً يقوم بتلحيم بعض القطع الحديدية وإلصاقها لتشكيل المجسم الذي تكوّنت رسمته في مخيّلته. أو ينظّف تلك القطع التي شكّلها بواسطة فرشاة حتى يزيل الصدأ عنها. وقد يترك بعضها أحياناً من دون تنظيف في وقت يطلي الأخرى.
يقول يامن إنّه اختار تحويل الخردة إلى مجسّمات فنّية لأسباب عدة، أوّلها التأكيد على أهمية إعادة تدوير بعض الخردة لصنع منحوتات فنية تعبّر عن أشياء وتفسر مواضيع بعينها، من دون أن تكون مجرّد مجسمات اعتباطية، وتشكيل أشياء جميلة بلمسات فنّية، وإعادة استغلالها لتزيين البيوت أو المطاعم وحتى الحدائق. كما أنه شغوف بتلك الهواية التي تشغل وقته لا سيما خلال العطلة السنوية وأيام راحته الأسبوعية. ويقول إنّ المواد الأولية غير مكلفة ما دام يحصل عليها مجاناً، ويجدها على الطرقات أو مكبات النفايات أو في بعض مخازن الخردة. وعلى الرغم من صعوبة تطويع الحديد لتشكيل ما يريده ومشقة ذلك وما يتطلّبه من جهد، إلاّ أنّه يستمتع بما يقوم به. ووجد في قطع الخردة وسيلة للتعبير عن شيء ما أو وضع معيّن.
اقــرأ أيضاً
لم يتقيّد يامن فقط بإنتاج مجسمات فنية تكون ديكوراً أو أعمالاً تزين أروقة المعارض. بل فكر حتى في كيفية استغلال الخردة وكل بقايا القطع الحديدية لصنع أشياء جديدة واستغلالها في الحياة اليومية من دون أن تشكل خطراً على صحة المواطن. وقامت بلدية القصرين مؤخراً بدعمه والسماح له بإعداد بعض المقاعد للحدائق العمومية في المنطقة.
ولصنع تلك المقاعد، احتاج إلى بعض القطع الحديدية من الخردة والخشب والطلاء، ليركب تلك القطع بشكل غريب أو لم يعتده الناس، لتكون النتيجة مقاعد بألوان مختلفة لزوار تلك الحدائق. ويؤكد أنّ ما يفعله رسالة حول أهمية إعادة التدوير أو إعادة استخدام بعض المواد المستعملة لأشياء أخرى في الحياة اليومية للناس. لم يكتف بصنع تلك المقاعد أو بعض حاويات القمامة وتسليمها للبلدية، بل باشر حتى بتثبيتها في بعض المواقع وفي أكبر حديقة عامة وسط المدينة. كذلك، زار المنطقة لملاحظة ردود فعل الناس أو انطباعاتهم حيال تلك المقاعد الغريبة والمختلفة.
وعن الدعم والمساندة، يقول يامن إنّه لم يحصل على أي دعم مادي من أي جهة، سواء وزارة الثقافة أو وزارة السياحة أو وزارة البيئة. هناك فقط دعم عائلته وأصدقائه الذي كان كفيلاً لتشجيعه على مواصلة ما بدأه. من جهة أخرى، لقي اهتماماً كبيراً من قبل بعض الفنانين التشكيليين ممن أثنوا على ما يقوم به من أعمال فنّية باتت اليوم تزين أروقة بعض المعارض سواء في جهته أو في العاصمة.
ولا يتوانى يامن عن لمّ أي قطعة حديد يجدها في طريقه. يحملها فقط عسى أن يحتاجها لتشكيل مجسماته التي لا يرسمها غالباً على الورق، لكن تكون فكرتها في ذهنه حتى ساعة التنفيذ. أولى منحوتاته كانت الموسيقى ثمّ المحارب. كما عمد يامن إلى تجسيد مجسمات تعبّر عن واقع معيّن، على غرار أوضاع عمال المناجم أو الطيور المهاجرة إلى تونس والتي تفقد مكاناً يؤويها، أو التعبير عن معاناة الشباب العاطلين من العمل أو الفقر أو غيرها من المواضيع الحياتية اليومية. ويشير إلى أنّ الأعمال التي يقوم بها هي في الظاهر أعمال فنية جميلة ذات طابع خاص، لكنّها في المقابل تنقل صورة عن الواقع اليومي.
ويستعمل يامن وسائل ومواد عدة تمكّنه من صنع مجسماته الفنية التي تتكون من مواد بسيطة تتوفر في أي مكان. أحياناً يقوم بتلحيم بعض القطع الحديدية وإلصاقها لتشكيل المجسم الذي تكوّنت رسمته في مخيّلته. أو ينظّف تلك القطع التي شكّلها بواسطة فرشاة حتى يزيل الصدأ عنها. وقد يترك بعضها أحياناً من دون تنظيف في وقت يطلي الأخرى.
يقول يامن إنّه اختار تحويل الخردة إلى مجسّمات فنّية لأسباب عدة، أوّلها التأكيد على أهمية إعادة تدوير بعض الخردة لصنع منحوتات فنية تعبّر عن أشياء وتفسر مواضيع بعينها، من دون أن تكون مجرّد مجسمات اعتباطية، وتشكيل أشياء جميلة بلمسات فنّية، وإعادة استغلالها لتزيين البيوت أو المطاعم وحتى الحدائق. كما أنه شغوف بتلك الهواية التي تشغل وقته لا سيما خلال العطلة السنوية وأيام راحته الأسبوعية. ويقول إنّ المواد الأولية غير مكلفة ما دام يحصل عليها مجاناً، ويجدها على الطرقات أو مكبات النفايات أو في بعض مخازن الخردة. وعلى الرغم من صعوبة تطويع الحديد لتشكيل ما يريده ومشقة ذلك وما يتطلّبه من جهد، إلاّ أنّه يستمتع بما يقوم به. ووجد في قطع الخردة وسيلة للتعبير عن شيء ما أو وضع معيّن.
لم يتقيّد يامن فقط بإنتاج مجسمات فنية تكون ديكوراً أو أعمالاً تزين أروقة المعارض. بل فكر حتى في كيفية استغلال الخردة وكل بقايا القطع الحديدية لصنع أشياء جديدة واستغلالها في الحياة اليومية من دون أن تشكل خطراً على صحة المواطن. وقامت بلدية القصرين مؤخراً بدعمه والسماح له بإعداد بعض المقاعد للحدائق العمومية في المنطقة.
ولصنع تلك المقاعد، احتاج إلى بعض القطع الحديدية من الخردة والخشب والطلاء، ليركب تلك القطع بشكل غريب أو لم يعتده الناس، لتكون النتيجة مقاعد بألوان مختلفة لزوار تلك الحدائق. ويؤكد أنّ ما يفعله رسالة حول أهمية إعادة التدوير أو إعادة استخدام بعض المواد المستعملة لأشياء أخرى في الحياة اليومية للناس. لم يكتف بصنع تلك المقاعد أو بعض حاويات القمامة وتسليمها للبلدية، بل باشر حتى بتثبيتها في بعض المواقع وفي أكبر حديقة عامة وسط المدينة. كذلك، زار المنطقة لملاحظة ردود فعل الناس أو انطباعاتهم حيال تلك المقاعد الغريبة والمختلفة.
وعن الدعم والمساندة، يقول يامن إنّه لم يحصل على أي دعم مادي من أي جهة، سواء وزارة الثقافة أو وزارة السياحة أو وزارة البيئة. هناك فقط دعم عائلته وأصدقائه الذي كان كفيلاً لتشجيعه على مواصلة ما بدأه. من جهة أخرى، لقي اهتماماً كبيراً من قبل بعض الفنانين التشكيليين ممن أثنوا على ما يقوم به من أعمال فنّية باتت اليوم تزين أروقة بعض المعارض سواء في جهته أو في العاصمة.