رفعت مئات النساء المشاركات في تجمع "إحياء يوم المرأة العالمي" بمدينة غزة، والذي يصادف اليوم الثامن من مارس/آذار من كل عام، شعارات تدعو إلى إنهاء الاحتلال ووقف التعاطي الدولي مع المحتل، وإنهاء معاناة الفلسطينيين جميعاً.
ونظمت الحركة النسائية في "حماس"، مسيرة استقرت أمام مقر الأمم المتحدة غربي مدينة غزة، وهتفت المشاركات ضد الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الثامن على التوالي، وطالبن بالحرية، وإنهاء الاحتلال.
وقالت المشاركة أم محمد اشتيوي، والتي رفعت راية حركة حماس لـ"العربي الجديد": "خرجنا من وسط الركام والدمار لنرسل رسالة للعالم، مفادها أننا شعب لا يموت، تقويه الكرب والشدائد، وعلى العالم بأسره أن يقف إلى جانبنا، وإلى جانب قضيتنا العادلة".
وأشارت إلى أنّ المرأة الفلسطينية صانعة الرجال تثور في وجه الاحتلال الاسرائيلي وظلمه المتواصل، والذي وصل إلى كل نواحي حياتنا اليومية، لافتة إلى الأوضاع الكارثية التي وصل إليها الشعب الفلسطيني في القطاع نتيجة تواصل الممارسات الإسرائيلي العنصرية بحقه.
وبينت اشتيوي أنّ الاحتلال والحصار والتضييق ساهموا في خلق واقع صعب للمجتمع والمرأة الفلسطينية، لكنها أشارت في اللحظة ذاتها، إلى أهمية دور المرأة في مساندة نضال الرجل ودعم مكونات الشعب الفلسطيني على مدار سني المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي الذي ينتهك كل تفاصيل الحياة الفلسطينية.
وأوضحت القيادية في الحركة النسوية لـ"حماس"، جميلة الشنطي، في كلمة لها خلال التظاهرة أن المرأة الفلسطينية تحتفل في الثامن من مارس/آذار على طريقتها الخاصة، وقالت: "نساء العالم يتظاهرن ضد ظلم المجتمع، لكن النساء الفلسطينيات يتظاهرن ليعرضن ما يقع بحقهن من عنف وإجرام الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت الشنطي: "ندافع بكل قوتنا عن الوطن والهوية والدين (..) ونتعرض لأبشع أشكال الظلم والانتهاكات الإسرائيلية التي لم ير العالم مثيلاً لها"، مبينة في الوقت ذاته فخر المرأة الفلسطينية بما تقدمه لنصرة الوطن والمقاومة ودماء الشهداء وعذابات الجرحى والأسرى.
وأشارت النائبة في المجلس التشريعي، إلى تبعات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وآثاره السلبية على واقع المجتمع بشكل عام، وواقع المرأة بشكل خاص، وقالت: "نتعرض لحصار ظالم له آثاره المأساوية على المستويات كافة".
ولم تغفل الشنطي عرض معاناة المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقالت: "المرأة في الضفة لم تسلم من ظلم الاحتلال، وتتعرض لكل أشكال الاضطهاد والتضييق، وتقف على
الحواجز لساعات طويلة في ظل البرد الشديد والحرارة العالية، وقد تموت وهي واقفة على الحاجز".
وبينت أن خمسة عشر ألف فلسطينية تعرضت للأسر داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، وما زال الاحتلال يحتجز جثامين لأسيرات قضوا داخل السجن، داعية إلى توحيد الجهود من أجل تجاوز الأزمات.
وشددت الشنطي في الوقت ذاته على أن المرأة الفلسطينية ما زالت صامدة في وجه الاحتلال، وتسخّر كل الإمكانات اللازمة لدعم صمود الشعب في مواجهة الظلم والقمع، وأضافت: "المرأة لن تقبل أن يتم الاعتداء على ثوابت ومقدسات شعبها".