تتنامى صادرات تركيا من الزهور باستمرار، فمن نحو 50 مليون دولار عام 2016 إلى أكثر من 80 مليوناً عام 2017، لتبلغ العام الفائت، صادرات الزهور التي تصل إلى 36 دولة حول العالم، نحو 100 مليون دولار والتوقعات أن تتعدى 125 مليون دولار هذا العام، بحسب تصريح رئيس اتحاد مصدري نباتات الزينة في تركيا، إسماعيل يلماظ.
وتصف العاملة بقطاع الزهور في إسطنبول، ابرار قايا لـ"العربي الجديد" إنتاج موسم العام الجاري بـ"السيئ" لأن الأمطار أتلفت العديد من مزارع نباتات الزينة، وخاصة بولاية أنطاليا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب وانخفاض العرض.
وتضيف قايا أن زراعة الزهور بتركيا، تحولت من زراعة إلى استثمار وصناعة، بعد أن دخل العديد من رجال الأعمال على قطاع نباتات الزينة، وزاد الطلب على زهور تركيا، لافتة إلى أن التصدير للخارج يكون لبعض الأنواع التي تتعلق بالمناسبات، كالورد الجوري لعيد الحب والقرنفل الزهري لعيد الأم "لكن أنطاليا فيها 500 نوع من النباتات وتلبي معظم احتياجات التصدير".
واغتنم مزارعو الزهور الأتراك مناسبة عيد الأم هذا الشهر لاستكمال طلبياتهم من زهور القرنفل ذات اللون الزهري الفاتح، وصدّروها إلى بريطانيا، بعد تلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي في "عيد العشاق" (14 فبراير/ شباط) ويوم المرأة في 8 مارس/ آذار.
ويقول رئيس اتحاد مصدري نباتات الزينة إسماعيل يلماظ، إنّ قطاع زراعة زهور الزينة، قائم على برنامج محدد وفق الأعياد والمناسبات السنوية، مقدراً في تصريحات صحافية، أن تصل عائدات صادرات الزهور لبريطانيا في عيد الأم، إلى أكثر من 10 ملايين دولار، حصة ولاية أنطاليا لوحدها من هذه الصادرات 70%.
وتنتج تركيا نحو 100 نوع مختلف من الزهور، إلا أن الطلب الأكبر في التصدير، يتركز على زهرة القرنفل الأحمر، في حين يتم بيع الزهور الأخرى في الأسواق المحلية.
وتتركز زراعة وإنتاج الزهور في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا والمطلة على سواحل البحر المتوسط، إذ استقطبت أهم استثمارات نباتات الزينة، وصدّرت 50 مليون زهرة مقطوفة إلى 20 دولة، وعلى رأسها هولندا وبريطانيا وألمانيا بمناسبة عيد العشاق الماضي، وتصدر سنوياً 95% من إجمالي صادرات تركيا التي تصل إلى 36 دولة، معظمها أوروبية.
ويرى الاقتصادي التركي أوزجان أويصال أن "سر الاقتصاد التركي بتنوعه" ومن يتابع صادرات تركيا، سيعرف أنها لا تعتمد على قطاع أو منتج محدد، فهي تصدر ألبسة عرائس بنحو مليار دولار سنوياً، كما أن صادرات زهور الزينة تعدت 100 مليون دولار عام 2018، رغم تراجع الإنتاج بنحو 10% بسبب الطقس وكثرة الأمطار بولاية أنطاليا.
ويضيف أويصال خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن صادرات بلاده من النسيج تعدت 27 مليار دولار وثمة صادرات تعتمد عليها تركيا، كالخضر والفواكه، بل وحتى الفواكه المجففة تزيد قيمة صادراتها عن 50 مليون دولار سنوياً، وهذا فضلاً عن الصادرات الأساسية من مواد البناء والآلات الصناعية والأسلحة التي دخلت أخيراً لترفع من حجم الصادرات التي اقتربت العام الماضي من 170 مليار دولار، خاتماً "المشكلة بميزان تركيا التجاري باستيراد الطاقة، وحينما تبدأ تركيا بالإنتاج سيتغير واقع الاقتصاد التركي برمته".