دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، العالم بأسره للانضمام اليوم لساعة الأرض، والمشاركة في إطفاء الأنوار لمدة ساعة واحدة، من أجل توفير الطاقة لحماية الكوكب من التغير المناخي.
وقال كي مون، بمناسبة حلول موعد ساعة الأرض، اليوم السبت 28 مارس/آذار 2015 عند الثامنة والنصف مساء حسب التوقيت المحلي لكل دولة في العالم، "إن تغير المناخ هو مشكلة كل الناس"، معتبرا أن "الناس هم المسؤولون عن تغير المناخ على كوكبنا، وهم الذين بإمكانهم إيجاد الحلول لمشكلات المناخ".
وطالب بان كي مون العالم أجمع بالتحرك الفعلي لتحسين العيش على كوكب الأرض، مشيراً إلى الرسالة المصورة التي يعرضها الموقع الرسمي لساعة الأرض، والتي تبين للعالم أسباب احتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة.
وتعد ساعة الأرض، التي أطلقتها منظّمة الصّندوق العالمي لحماية الطّبيعة في مدينة سيدني الأسترالية عام 2007، أكبر حركة شعبيّة تسعى إلى المحافظة على البيئة ضدّ التّغيرات المناخيّة. وتشارك فيها هذا العام 172 دولة.
وتحوّلت ساعة الأرض إلى ظاهرة عالميّة يشارك فيها ما يقرب من 1.8 مليار نسمة في أنحاء العالم. وتنظم هذا العام تحت شعار"استخدم قوتك.. لا لتغيير المناخ"، بهدف توفير استهلاك الطاقة ورفع الوعي بظاهرة الاحتباس الحراري، والمشاركة الإيجابية للمجتمع في حماية البيئة، من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة.
وتم اختيار 28 مارس لساعة الأرض هذا العام، باعتباره الأقرب من تاريخ الاعتدال الربيعي (تساوي الليل والنهار) لضمان أن تلف الظلمة معظم مدن العالم في الساعة 8:30 مساء، حيث تنتقل ساعة الأرض عبر المناطق الزمنية على التوالي.
وتركز ساعة الأرض هذا العام على تغير المناخ، من خلال التزام الأفراد والمؤسسات والمجموعات بإحداث التغيير على الأرض نحو الأفضل. وتدعو الجميع للتأثير بشكل ملموس في مراكز العمل والبيوت والمجتمع.
كيف تشارك؟
وتتمثل المشاركة بأن يقوم كل فرد أينما كان بإطفاء الأنوار، مستبدلاً الطاقة الكهربائية أو غيرها بطاقة الحركة من خلال النشاطات الترفيهية التي تذكر بهذه الساعة الهامة لكوكبنا.
ويذكر الموقع الإلكتروني لساعة الأرض، أنه بإمكان أي شخص أن يقطع عهداً على نفسه بالمشاركة الفعالة في هذه الساعة، وكذلك عبر التصويت لمدينة المستقبل التي يريدها، (3.5 مليارات من سكان العالم يعيشون في المدن) واختيار طريقة المساهمة في جعل المدن خضراء بمبانيها، من خلال استخدام الغاز الحيوي والتدفئة المركزية والأسمدة المعاد تدويرها، والتي يمكن إنتاجها من النفايات ومياه الصرف الصحي، كذلك جعلها صديقة للبيئة، وتسخر قوة الطبيعة (المدن اليوم تطلق 70 في المائة من انبعاثات الكربون في كوكبنا)، وتغيّر حركة النقل ووسائلها (النقل في المدن يستهلك 25 في المائة من الطاقة العالمية)، والتي يمكن التوفير فيها والتحكم بها. وتصبح مدناً تسير نحو مستقبل صديق للمناخ وليس العكس.
اقرأ أيضاً:
"ساعة الأرض" في لبنان.. ساعات
قصة نجاح
وبدأت الفعالية العالمية في سيدني عام 2007، بإطفاء الأنوار وإضاءة الشموع في المنازل والمطاعم والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا وجسر هاربور. ونجحت الحملة في ذلك العام بمشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني.
وفي العام 2008 انضمت 400 مدينة لساعة الأرض، منها أتلانتا وسان فرانسيسكو وبانكوك وأوتاوا ودبلن وفانكوفر وفينكس وكوبنهاجن ومانيلا وسوفا (عاصمة فيجي) وشيكاغو
وتورنتو، وأيضا مدن أسترالية مثل ملبورن وبيرث وبريزبين والعاصمة كانبيرا.
وفي العام 2009 كانت مدينة دبي هي المدينة العربية الأولى التي شاركت، تبعتها الرياض العام 2010، وأضيفت إلى الأماكن التي أطفأت أضواءها بعض المباني البارزة، مثل جسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو وبرج سيرز في شيكاغو وملعب سولجر فيلد لكرة القدم، وأيضا برج سي إن في تورنتو وبرج العرب في دبي وبرجي المملكة والفيصلية في الرياض.
وحطمت حملة ساعة الأرض 2014؛ والتي كانت يوم 29 مارس في الساعة 8.30 مساءً أرقاماً قياسية، حيث شارك فيها ما يزيد على 162 دولة، وقامت أشهر المعالم في العالم بإطفاء أضوائها، مثل برج خليفة في دبي، وبرج إيفل في باريس، وسور الصين العظيم، وبرج بيزا في إيطاليا، ومبنى إمباير ستيت في نيويورك العاصمة، كما انضم إلى القائمة لأول مرة في العام 2014 المسجد الأحمر في اسطنبول في تركيا.
اقرأ أيضاً:
حلم المدن الخضراء في يوم الأرض العالمي
لا ضوء في ساعة الأرض ويومها