22 سبتمبر 2020
2018.. انحياز أميركي مطلق لإسرائيل
لم تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين، بعد طرد غالبية أهلها، إلا أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، مثّل غطاءً سياسيا أميركياً للإجراءات الإسرائيلية القمعية والتهويدية ضد الفلسطينيين خلال عام 2018. وتفاقمت معاناة الشعب الفلسطيني في وطنه، وفي دول اللجوء التي تنتشر فيها خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، بعد وقف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساعداتها للوكالة ولقطاع الصحة الفلسطيني أيضاً. وتبعاً لذلك، يمكن الجزم بأن إدارة ترامب قد جسّدت خطابات الإدارات الأميركية السابقة أفعالا على الأرض، وكانت بذلك الأكثر انحيازا لدولة الاحتلال في إطار العلاقات الأميركية – الإسرائيلية التي تمتد أكثر من سبعة عقود خلت.
استطاعت إسرائيل استحضار الحليف الأميركي القوي في إطار العلاقات الدولية، وتميزت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ 1948 بأنها خاصة، بالمقارنة مع علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى. وظهرت المساعدات الأميركية المباشرة وغير المباشرة لإسرائيل
بعد 1967 أنها السمة الأساسية في تلك العلاقات. والسبب في رسم تلك العلاقات الدور الذي تقوم به إسرائيل في إطار المصالح الأميركية السياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، فضلاً عن نشاط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ودوره في المحافظة على التأييد الأميركي لإسرائيل، في المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية كافة.
وتعتبر حرب يونيو/ حزيران في 1967 حداً فاصلاً بين المرحلة التي كانت فيها إسرائيل تلعب دوراً مهمّاً في إطار المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والمرحلة التي أصبحت فيها إسرائيل تلعب الدور الرئيسي في إطار هذه المصالح، الأمر الذي ترك بصماته على علاقات الولايات المتحدة المتميزة وغير العادية مع إسرائيل. ومن الأهمية الإشارة إلى أن إسرائيل موّلت حروبها واعتداءاتها على الدول العربية بالاعتماد على المساعدات الأميركية السنوية اللوجستية والطارئة. وشكلت هذه المساعدات أحد أهم مؤشرات العلاقات بين أميركا وإسرائيل، فتجاوبت الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عام 1948 مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع إسرائيل، وترسيخه في مختلف الميادين، السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية. وقد تجلى ذلك بدعم الولايات المتحدة إسرائيل في أروقة الأمم المتحدة، واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أية محاولة لإصدار قرار يدين ممارسات إسرائيل واعتداءاتها. وذهبت الإدارات الأميركية إلى أبعد من ذلك في إفشال إصدار أي قرار دولي يدين الأعمال التعسفية لإسرائيل في المنطقة. ومن أهم ملامح الدعم الأميركي إسرائيل في المستوى السياسي والدبلوماسي دعمها سياسة الضغط المستمر على الأمم المتحدة التي أجبرت على إلغاء قرار الجمعية العامة الموازاة بين العنصرية وإسرائيل، بيد أنالمساعدات الأميركية لإسرائيل برزت بأنها السمة الأهم في إطار الدعم، فحلّت تلك المساعدات أزمات اقتصادية إسرائيلية عديدة، مثل التضخم في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كما حدّت من تفاقم أزمات اقتصادية أخرى، ناهيك عن أثرها المهم في تحديث الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الأميركية المتطورة، من طائرات وغيرها، وبالتالي تمويل العدوان الإسرائيلي على الدول العربية.
وتبعاً للمساعدات الأميركية اللوجستية الحكومية السنوية لإسرائيل، وكذلك المساعدات الطارئة، فإن قيمة هذه المساعدات من 1948 إلى 2018 وصلت إلى 158 مليار دولار، نحو 60% منها مساعدات عسكرية. ومن المقدّر أن تصل قيمة المساعدات الأميركية الحكومية التراكمية المباشرة لإسرائيل إلى 164 مليار دولار بحلول عام 2020. وإذا احتسبنا المساعدات غير المباشرة من الولايات الأميركية والجالية اليهودية لإسرائيل، فإن قيمة المساعدات الإجمالية تصل إلى نحو مئتي مليار دولار. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد قرّرت زيادة قيمة المساعدات السنوية لإسرائيل، لتصل إلى 3.8 مليارات دولار، بحيث تبلغ قيمتها الإجمالية التراكمية 38 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة.
وعلى الرغم من قدرة إسرائيل على استحضار حليف قوي في إطار العلاقات الدولية، والانحياز المطلق لإدارة الرئيس دونالد ترامب للمواقف الإسرائيلية؛ لا بد من الإشارة إلى أن استمرار العلاقة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة سيبقى مرهوناً بمدى الدور الرئيسي الذي ستلعبه إسرائيل في إطار المصالح الأميركية في الشرق الأوسط في المستقبل.
وتعتبر حرب يونيو/ حزيران في 1967 حداً فاصلاً بين المرحلة التي كانت فيها إسرائيل تلعب دوراً مهمّاً في إطار المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والمرحلة التي أصبحت فيها إسرائيل تلعب الدور الرئيسي في إطار هذه المصالح، الأمر الذي ترك بصماته على علاقات الولايات المتحدة المتميزة وغير العادية مع إسرائيل. ومن الأهمية الإشارة إلى أن إسرائيل موّلت حروبها واعتداءاتها على الدول العربية بالاعتماد على المساعدات الأميركية السنوية اللوجستية والطارئة. وشكلت هذه المساعدات أحد أهم مؤشرات العلاقات بين أميركا وإسرائيل، فتجاوبت الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عام 1948 مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع إسرائيل، وترسيخه في مختلف الميادين، السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية. وقد تجلى ذلك بدعم الولايات المتحدة إسرائيل في أروقة الأمم المتحدة، واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أية محاولة لإصدار قرار يدين ممارسات إسرائيل واعتداءاتها. وذهبت الإدارات الأميركية إلى أبعد من ذلك في إفشال إصدار أي قرار دولي يدين الأعمال التعسفية لإسرائيل في المنطقة. ومن أهم ملامح الدعم الأميركي إسرائيل في المستوى السياسي والدبلوماسي دعمها سياسة الضغط المستمر على الأمم المتحدة التي أجبرت على إلغاء قرار الجمعية العامة الموازاة بين العنصرية وإسرائيل، بيد أنالمساعدات الأميركية لإسرائيل برزت بأنها السمة الأهم في إطار الدعم، فحلّت تلك المساعدات أزمات اقتصادية إسرائيلية عديدة، مثل التضخم في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كما حدّت من تفاقم أزمات اقتصادية أخرى، ناهيك عن أثرها المهم في تحديث الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الأميركية المتطورة، من طائرات وغيرها، وبالتالي تمويل العدوان الإسرائيلي على الدول العربية.
وتبعاً للمساعدات الأميركية اللوجستية الحكومية السنوية لإسرائيل، وكذلك المساعدات الطارئة، فإن قيمة هذه المساعدات من 1948 إلى 2018 وصلت إلى 158 مليار دولار، نحو 60% منها مساعدات عسكرية. ومن المقدّر أن تصل قيمة المساعدات الأميركية الحكومية التراكمية المباشرة لإسرائيل إلى 164 مليار دولار بحلول عام 2020. وإذا احتسبنا المساعدات غير المباشرة من الولايات الأميركية والجالية اليهودية لإسرائيل، فإن قيمة المساعدات الإجمالية تصل إلى نحو مئتي مليار دولار. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد قرّرت زيادة قيمة المساعدات السنوية لإسرائيل، لتصل إلى 3.8 مليارات دولار، بحيث تبلغ قيمتها الإجمالية التراكمية 38 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة.
وعلى الرغم من قدرة إسرائيل على استحضار حليف قوي في إطار العلاقات الدولية، والانحياز المطلق لإدارة الرئيس دونالد ترامب للمواقف الإسرائيلية؛ لا بد من الإشارة إلى أن استمرار العلاقة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة سيبقى مرهوناً بمدى الدور الرئيسي الذي ستلعبه إسرائيل في إطار المصالح الأميركية في الشرق الأوسط في المستقبل.