وقالت ميركل للمشرعين، اليوم الأربعاء: "نحن لدينا الآن رسوما على الصلب والألمنيوم، ولدينا نقاش أكثر جدية، هذا يأخذنا إلى ملامح صراع تجاري، لا أرغب في استخدام كلمات تذهب إلى أبعد من ذلك. إنّ الأمر يستحق بذل كل جهد لمحاولة نزع الفتيل حتى لا يصبح هذا الصراع حرباً".
وهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على كافة واردات السيارات الأوروبية القادمة إلى الولايات المتحدة في حال لم يُزِل الاتحاد الأوروبي حواجزه التجارية.
وفي تطور ذي صلة، عبر شركاء تجاريون كبار للولايات المتحدة، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي والصين واليابان، في منظمة التجارة العالمية، يوم الثلاثاء، عن قلقهم البالغ من احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على واردات السيارات ومكوّناتها.
وقال مسؤول حضر الاجتماع، إن اليابان حذرت من أن إجراءات مماثلة قد تدفع إلى سلسلة من الإجراءات المضادة، ينتج عنها في النهاية انهيار النظام التجاري المتعدد الأطراف الذي يستند إلى قواعد.
وحذّر أكثر من 40 بلدًا عضوا في منظمة التجارة العالمية، ومن بينهم 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، من أنّ التحرك الأميركي قد يتسبّب في أضرار بالغة للسوق الدولية ويهدد نظام منظمة التجارة العالمية بالنظر إلى أهمية السيارات للتجارة العالمية.
وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات الصلب والألمنيوم القادمة من أوروبا، وتُجري دراسة أمن قومي جديدة قد تفضي إلى فرض رسوم على واردات السيارات ومكوّناتها. وتستند الولايات المتحدة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، حسب مسؤولين أميركيين.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 يونيو/حزيران، إن التحقيقات ستكتمل خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
لكن الاتحاد الأوروبي حذّر الولايات المتحدة من أنّ فرض رسوم على واردات السيارات ومكوناتها يضر بصناعة السيارات في أميركا نفسها، وأنّه من المرجح أن يقود إلى إجراءات مضادة من قبل شركائها على صادرات أميركية بقيمة 294 مليار دولار.
وأبلغ مسؤول روسي اجتماع منظمة التجارة العالمية بأن قضية التحقيقات الأميركية أثيرت خلال العام الأخير في عدّة اجتماعات لمنظمة التجارة العالمية، لكن الأمور ازدادت سوءًا.
وعبّرت الصين وكندا وسويسرا والنرويج وتركيا وكوستاريكا وهونغ كونغ وفنزويلا وسنغافورة والبرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك وقطر وتايلاند والهند عن المخاوف ذاتها؛ وقالت هذه الدول إنّها تشك في أن تكون الرسوم الأميركية متسقة مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
وفي الصين، قالت وزارة المالية الصينية، اليوم الأربعاء، إنّها لن تبادر بتطبيق رسوم جمركية في خلافها التجاري مع الولايات المتحدة. وذكرت الوزارة، في بيان، أنها لن تطبق رسومها على سلع أميركية، والمنتظر أن تسري في السادس من يوليو/ تموز، قبل أن تفرض الولايات المتحدة رسومها على سلع صينية.
خطة أوروبية
وفي إطار تكوين تحالف عالمي لمواجهة خطط ترامب، أفاد مسؤولون أوروبيون، اليوم، بأن الصين تضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار بيان مشترك قوي في قمة بينهما هذا الشهر للتنديد بسياسات الرئيس الأميركي التجارية لكنها تواجه مقاومة.
وخلال اجتماعات في بروكسل وبرلين وبكين، اقترح مسؤولون صينيون كبار، بينهم نائب رئيس الوزراء، ليو هي، ووزير الخارجية وعضو مجلس الدولة، وانغ يي، إقامة تحالف بين القوتين الاقتصاديتين، وعرضوا فتح المزيد من قطاعات السوق الصيني كبادرة حسن نية.
وحسب مصادر، فإن أحد المقترحات أن تشرع الصين والاتحاد الأوروبي في تحرك مشترك ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية.
لكن 5 مسؤولين ودبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا وكالة "رويترز" بأن الاتحاد، أكبر تكتل تجاري في العالم، رفض فكرة التحالف مع بكين ضد واشنطن قبيل قمة صينية أوروبية في بكين تعقد يومي 16 و17 يوليو.
وقال مسؤولو الاتحاد إن من المتوقع أن تخرج القمة بدلا من ذلك ببيان ختامي متواضع يؤكد على التزام الجانبين بنظام تجاري متعدد الأطراف ويعد بتشكيل مجموعة عمل بشأن تحديث منظمة التجارة العالمية.
وكان نائب رئيس الوزراء، ليو هي، قد قال في أحاديث خاصة، إن الصين مستعدة لأن تعرض للمرة الأولى القطاعات التي يمكنها فتحها أمام الاستثمارات الأوروبية خلال القمة السنوية المتوقع أن يحضرها الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ وكبار المسؤولين الأوروبيين.
(العربي الجديد، وكالات)