قالت منظمة العمل الدولية، إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، إن 40% من سكان العالم من دون تغطية صحية، وأكدت المنظمة، في دراسة حديثة، أن هذه النسبة ترتفع في نحو 44 دولة إلى 80% من السكان، من بينها غينيا وسيراليون، اللتان يتفشى فيهما فيروس "إيبولا".
وأوضحت أن 56% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية عالميّاً ليس لديهم تغطية الحماية الصحية، مقابل 22% فقط في المدن، لتخلص إلى أن الأرياف تعاني، على الصعيد العالمي، من ضعف في كوادر وعمال قطاع الصحة.
يذكر أن عدد سكان العالم تجاوز 7 مليارات نسمة عام 2011، ونما خلال السنوات الأخيرة بنسبة 1.2% سنويّاً.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يتركز 40% من النمو الديمغرافي في البلدان الأقل نمواً، خصوصاً في أفريقيا.
وأشارت المنظمة إلى أن ضعف الإنفاق العمومي على القطاع الصحي في العديد من الدول الفقيرة والنامية، وضربت مثلا بسيراليون، التي لا تتعدى نسبة إسهام الحكومة في الإنفاق العام لقطاع الصحة في البلاد نحو 25%، في حين يؤمن القطاع الخاص ثلاثة أرباع هذا الإنفاق.
كما نبهت منظمة العمل الدولية إلى وجود فجوة كبيرة في تأمين الحماية الصحية لسكان العديد من الدول الآسيوية، وفي مقدمها الهند، ثاني أكبر تجمع سكاني، عالميّاً، بعد الصين، حيث نسبة التغطية الصحية لا تتعدى 20% في هذا البلد.
وفي آسيا دائماً كشفت المنظمة عن معدلات تغطية صحية متواضعة جدّاً في كل من بنجلادش ونيبال، وفي القارة الأميركية، رصدت أكثر الأوضاع قتامة في هذا المجال في كل من هاييتي وهندوراس.
وشددت المنظمة على أن حماية الصحة عالميّاً هي مفتاح مكافحة الفقر، والحد من عدم المساواة وتعزيز النمو الاقتصادي"، ثم أضافت في الدراسة نفسها: "التنمية المستدامة وتوفير وظائف لائقة للجميع يتطلب الاستثمار في الحماية الصحية، لا يمكن فصل الروابط في وضع سياسات التنمية".
وبحسب معايير أممية، تؤمِّن دولة التغطية الصحية الشاملة لمواطنيها إذا أخذت بعين الاعتبار عوامل عدة، من بينها إقامة نظام صحي فعال ورصين يخضع لإدارة جيدة ويلبي الاحتياجات الصحية ذات الأولوية، بما فيها خدمات رعاية المصابين بأمراض كفيروس "الإيدز" والسل والملاريا.