فرض تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حصاراً على المدنيين المتواجدين في مدينة جرابلس، في ريف حلب الشرقي، مانعاً خروجهم من المدينة، لاستخدامهم كدروع بشرية في مواجهة العملية العسكرية التي بدأت، فجر اليوم، باتجاه المدينة الحدودية.
ومع ساعات الفجر الأولى، أعلن الجيش التركي عن انطلاق العمليات العسكرية في محيط مدينة جرابلس، بمشاركة قوات التحالف الدولي وفصائل من الجيش الحر، وبين أهدافها منع موجة نزوح جديدة، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة.
وأوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة جرابلس، محمود العلي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أنه "يوجد نحو خمسة آلاف شخص مدني في جرابلس لم يتمكنوا من الخروج من المدينة، بعد أن قام تنظيم الدولة بتشديد إجراءاته لمنع خروج المدنيين، فارضاً عقوبة على كل من يحاول الفرار، وكان بين العقوبات إجبارهم على حفر أنفاق وخنادق، أو الحكم بالسجن، وصولاً إلى القتل".
ونظراً لضبط الحكومة التركية حدودها منذ أشهر، وتشديد إجراءاتها الأمنية هناك، بات يصعب على سكان المناطق السورية الحدودية اللجوء إلى المدن التركية، في الوقت الذي مارس تنظيم الدولة حصاراً من الطرف الآخر، عن طريق نصب حواجز عسكرية بهدف منع المدنيين من الخروج.
وأضاف العلي، أن "تنظيم الدولة يحاصر الناس داخل بيوتهم، فقد عمد منذ عشرة أيام إلى اعتقال شخص من كل بيت، بغية منع بقية أفراد العائلة من مغادرة المدينة من جهة، وإجبارهم على العمل بدون أجر من جهة أخرى".
وحذر العلي، من أزمة غذائية كبيرة في المدينة، لا سيما بعد توقف بيع وشراء المواد الغذائية لنفادها من الأسواق، "ما زاد الطين بلة، قيام عناصر تنظيم الدولة بفك آخر خط في الفرن الوحيد المتبقي في المدينة، يوم أمس، ونقل كافة المعدات إلى خارج جرابلس، الأمر الذي ساهم في تفاقم أزمة الخبز القائمة".
وأضاف "لم تكتف عناصر التنظيم بفك الفرن الآلي في جرابلس، بل قامت بنقل مشفى ميداني كامل لها إلى إحدى القرى الخاضعة لسيطرتها".
ويبدو تنظيم الدولة في حالة استعداد للتخلي عن جرابلس، بعد أن أرسل عوائل مقاتليه إلى مدينة الباب، ونقل المعدات والأسلحة الثقيلة كذلك، إضافة إلى نقل الوثائق والأوراق إلى المدينة الأخيرة التي بقيت له بعد أن فقد مركزه في منبج، والتي سيطرت قوات سورية الديمقراطية عليها، وبات مدركاً أن انسحابه من جرابلس وشيك، أمام المعركة التي أطلقتها تركيا اليوم.