أصيب 850 فلسطينياً من قرية مردا شمال سلفيت شمال الضفة الغربية، خلال الأيام الثلاثة الماضية بتسمم بكتيري، ورجحت وزارة الصحة الفلسطينية أن "التسمم ناتج عن شرب المياه، أو بسبب عدوى بكتيرية نتيجة شرب المياه"، وأكدت أنها تمكنت اليوم الأربعاء، من علاج الحالات المصابة.
ووصل نحو 70 شخصاً فجر أمس الأول الإثنين، إلى عيادة طبيب خاص في قرية مردا، وكانوا يعانون من أعراض الغثيان والحرارة والإسهال، فقررت الوزارة فتح عيادة القرية كغرفة طوارئ ومستشفى ميداني لعلاجهم، ولاحقاً وصل عدد المصابين بالتسمم إلى نحو 850 مصاباً من جميع الأعمار.
وأوضح مدير مديرية الصحة في سلفيت، هيثم منصور، لـ"العربي الجديد"، أن "الإصابات بالتسمم البكتيري تم السيطرة عليها، فالتسمم تستقر أوضاع المصاب به في اليوم الثالث، ويرجح أن تكون أسباب التسمم ناتجة عن تلوث مياه الشرب في القرية".
وأخذت وزارة الصحة الفلسطينية عينات من مياه الشرب، فتبين أنها ملوثة، وبعد تعقيم خزانات ومصادر المياه أخذت عينات أخرى فكانت سليمة، وهو ما يرجح إمكانية أن يكون التسمم ناتجاً عن تلوث المياه.
ويوجد في قرية مردا عيادة صحية واحدة تقدم الخدمات الأولية لمدة ثماني ساعات يومياً، على مدار خمسة أيام في الأسبوع، وفيها طبيب واحد، وممرض واحد، ولا تفتح بشكل دائم إلا في حالات الطوارئ.
وأوضحت سلطة المياه الفلسطينية في بيان مساء الأربعاء، أن "حالات التسمم لبعض أهالي مردا، ناجمة عن تلوث مياه الشبكة الداخلية بالبكتيريا القولونية بسبب تسرب من خط المياه العادمة، الأمر الذي لم يتم اتخاذ إجراء فيه من قبل مجلس القرية، والذي يعتبر مسؤولاً عن مراقبة ومتابعة وضع المياه".
وأشارت سلطة المياه إلى أن طواقمها تعمل وبشكل دوري على فحص المياه في الخطوط، وعملت مؤخراً على فحص نقطة المياه المزودة لقرية مردا، والتأكد من سلامتها قبل إيصال المياه إلى مناطق التوزيع.
وأوضح رئيس المجلس القروي في مردا، بسام ابداح، لـ"العربي الجديد"، أنه تم أخذ عينات من المصابين، والتحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التسمم. "إن كان هناك جهة تقف وراء تلوث المياه، فربما يكونوا مستوطنين، خاصة وأن القرية محاطة بالمستوطنات من جميع جهاتها، إلا أننا لا نستطيع الجزم بذلك إلى أن تخرج لجنة التحقيق بنتائجها خلال الأيام المقبلة".
ويوجد في محافظة سلفيت 18 تجمعا سكنيا، ويبلغ تعداد سكانها نحو 87 ألف نسمة، وتقع على حوض مائي كبير، وكانت وجهة للاستهداف الإسرائيلي بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، وعلى أراضيها أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، وهي مستوطنة "أرئيل" التي تحاصر قرية "مردا" كقوس من جهاتها الثلاث، أما الجهة الشمالية فيحيطها الشارع الاستيطاني المسمى "عابر السامرة"، وللقرية مدخلان وحيدان يضع الاحتلال عليهما بوابات حديدية، وحين إغلاقها تصبح القرية محاصرة كأنها سجن.
ويبلغ عدد سكان مردا 2750 نسمة، وكانت مساحتها قبل الاحتلال 15500 دونماً، وحين أقيمت مستوطنة "أرئيل" على أراضيها أصبحت مساحتها 8000 دونم، ولا يسمح للأهالي بالبناء ضمن مخطط هيكلي يبلغ مساحته 712 دونماً ضمن محاولات تهجير السكان، لكن الأهالي ثابتون في أرضهم، كما يوضح رئيس المجلس القروي.