تتوقع القيادات العسكرية العراقية أن تنتهي معركة الحسم للساحل الشرقي من مدينة الموصل خلال أقل من أسبوع واحد، إلا أنها ما زالت مترددة في إعلان ذلك خوفا من مفاجآت تفرضها ظروف المعركة مثل الطقس، الذي بالعادة ما تؤدي تقلباته إلى تعطيل فاعلية الطيران الأميركي، المفتاح الأول لأي تقدم عسكري للقوات العراقية في الموصل.
وعلى مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، تتجنب السلطات العراقية الحديث عن وضع السكان المدنيين الذين تشير تقارير دولية ومحلية إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى في صفوفهم، منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة المدينة.
في غضون ذلك، شهدت معارك المدينة في يومها الرابع والتسعين تطورات جديدة تمثلت باستعادة السيطرة الكاملة على جامعة الموصل وآخر مبانيها، كلية الهندسة وطب الإسنان، كما تمت استعادة قبر النبي يونس والمناطق المجاورة، فضلا عن منطقة بوابة نركال وباب الشمس التاريخيتين وسط الموصل، فيما أقدم التنظيم على تفجير أحد جسور المشاة على نهر دجلة، تحسبا لعبور الجيش إلى الضفة الثانية من النهر.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد" إنّ "قطعات مكافحة الإرهاب واصلت اليوم تقدّمها في المحور الشرقي للموصل"، مبينا أنّها "واصلت التقدّم في حي الشرطة والمجموعة الثقافية، والتي تمكّنت من السيطرة على أغلب أجزائها يوم أمس".
وأضاف أنّ "القوات واجهت اشتباكات ضعيفة من قبل التنظيم، لكنّها لم تعوق من تقدّمها، خصوصا وأنّ الغطاء الجوي الذي يوفره التحالف الدولي للقطعات مكثّف جدّا".
وفي المحور الشمالي الشرقي، "تسعى قطعات الفرقة 16 من الجيش العراقي إلى فرض سيطرتها الكاملة على أحياء القيروان والكندي"، مبينا أنّ "التنظيم شنّ هجوما سريعا على القطعات في الكندي، لكنّها تصدّت له وتمكنت من إحباطه، ولم يحقق أهدافه".
وإلى المحور الجنوبي، إذ "باشرت قطعات الشرطة الاتحادية عمليات تطهير الأحياء التي سيطرت عليها بالأمس".
وأكد المصدر ذاته أنّ "هناك جيوبا كبيرة لتنظيم داعش في الحيين، وقد واجهت القطعات اشتباكات معها منذ ساعات الصباح الأولى، لكنّ القطعات لم تتوقف وواصلت تقدمها وفق خطة لفرض تطهير الحيين بالكامل".
في غضون ذلك، "نفذ طيران التحالف الدولي والطيران العراقي ضربات جوية لأهداف تنظيم داعش في الموصل".
وقالت خلية الإعلام الحربي الحكومية في بيان صحافي، إنّ "طيران التحالف نفّذ 11 طلعة جوية قتالية، دمّر خلالها عددا من آليات الإرهابيين وقتل عدد منهم، كما تمكنت القوة الجوية العراقية من تنفيذ ضربتين جويتين أسفرتا عن قتل عدد من الإرهابيين وتدمير معداتهم ضمن قاطع الرشيدية في الساحل الأيسر من الموصل".
وأضافت أنّ "طيران الجيش نفّذ 28 طلعة قتالية لإسناد الساحل الأيسر، وتمكن من قتل عدد من الإرهابيين وتدمير معداتهم"، مؤكدة "تنفيذ ضربة بالطائرة المسلحة المسيّرة أدّت الى تدمير بلدوزر مدرّع مفخخ في منطقة وادي عكاب في الساحل الأيمن".
وبحسب المصدر العسكري فقد "فجّر تنظيم داعش الجسر الثالث في الموصل وأسقط منه أجزاء كبيرة"، مبينا أنّ "هذا التفجير يهدف لإعاقة تقدّم القطعات العراقية نحو الساحل الأيمن للموصل".