يُقدّم المعرض، الذي أُقيم مؤخّراً في مدينة بولونيا الإيطالية، تصوُّرًا عن عظمة الحضارة العربية الإسلامية وسموّ مكانتها العلمية والفنّية في العصور الوسطى.
ها هو ينتصر لنفسه، وينتصر على الزّمن حتّى، وإن لمدّة قصيرة. فقد نال شهرة ما كان يحلم بها، وأصبح اسمه على كل لسان وفي كلّ الصّحف. وانتصاره على الزمن يتجسّد في تحطيمه لكل الحواجز، ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ذاتَ غَفلةٍ يَأتي الموت/ لا يُمهِلُكَ التِفاتَةً، لا يُمهلُكَ الوَقتَ لكي تَندهِش/ لا شَمسَ بعد اليوم في عَينَيك/ لكِنّها تَبعثُ الضوء، يَعدو مِن قَدَميكَ حتّى رَأسِك/ وَتَبقى أنتَ قابِعًا حَيثُ أنت، وَيَجري الضوء/ يَترُكُكَ خَلفهُ في الظلِّ ويَعدو.
تغيّرَ حال خضيّر بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه، ولم يكن يعرف أحد من أين كان يأتي بالأموال. اشترى سيّارة حديثة وصار يمرّ بها في الشارع بسرعة كبيرة تزرع الرعب في نفوس أصحاب المحلّة والمارّة، كما كانتْ تفعل نظراته فيهم من قبل...
في هذا اللقاء الذي أجراه الشاعر والمترجم كاصد محمد مع فوزي كريم (1945-2019) ربيع عام 2013 وتنشره "العربي الجديد" هنا لأول مرّة بالعربية، يتحدّث الشاعر والناقد العراقي الراحل عن رؤيته للشعر العربي، منتقداً تكريسه كمجرّد "وسيلة جميلة" لإيصال موقف.
لقد ولّى ذلك الزمان، ومعه العالم السحري العجيب. وجاءت الآن عوالم أكثر سحراً، لا تحتاج معها إلى الركض والعناء. في تلك الشاشة الصغيرة التي ينعكس منها ضوء خفيف عالم لا نهاية له، لا تحتاج للتنقّل فيه إلا إلى طرف الإصبع.
في معرضه الذي جال مدناً إيطالية، لا نجد الصور التي التقطها الفوتوغرافي الفرنسي لمشاهير عصره، بل على لقطاتٍ لأناسٍ لا أحد يعرف هويّتهم. صور متفرقة، لكنّها إذا ما وضعت معاً قدّمت مشهداً متكاملاً عن القرن العشرين كما أحبّ أن يراه.