على وقع إعلان صفقة القرن ذهبت السلطة بعيداً في الرقص مع إسرائيل، وقررت الرقص مرتين الأولى في تل أبيب والثانية في رام الله، وعندما غضب أهل البيت خرج عليهم كاتب برتبة وزير سابق ليكتب مقالاً عن "اللقاء مع الإسرائيليين".
أنهى العام 2019 حضوره فلسطينياً بما يحمل بشريات سوق مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية، بعد مساع حثيثة، وبعد عام قاسٍ ذاق فيه الفلسطينيون أكثر الويلات صعوبة.
تفردت إسرائيل في المنطقة واستفردت بالفلسطينيين، أرضهم وحريتهم وحتى ثورتهم وأحلامهم، وقد باتت تعلن ما في جعبتها على الملأ، لا كمجرد وعد انتخابي، كما يظن البعض، لكن كإيديولوجية وكإستراتيجية وكأمر واقع.
انتهى مؤتمر البحرين دون أن يتطرق تماماً إلى حقوق الفلسطينيين ولا أوضاعهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. واكتفى كوشنر بإطلاق سيل من "الوعود المعسولة" للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار.
عام جديد يضاف إلى عمر الانقسام في القضية الفلسطينية، تتسع فيه المسافات بين الفرقاء وتحديداً "حماس" و"فتح"، وتتسع معه حالة التراشق الإعلامي ورفض العودة إلى طاولة الحوار، والتلويح بمزيد من العقوبات والإجراءات ضد غزة.
ثلاثون عاماً على إعلان الاستقلال، وربع قرن على اتفاق أوسلو، لم تقم الدولة ولم تحل مشكلة اللاجئين ولم تعد المنظمة الممثل الشرعي الوحيد، قدمنا كل شيء ولم نحصل على شيء، وقعنا على اتفاق لا يتضمن حتى اعتراف إسرائيل بنا كدولة.
قراءة أوسلو، خارج النص وفي مسار وسياق الممارسات، قدمت 78% من أرض فلسطين التاريخية وأخرجت ما احتلته العصابات الصهيونية في العام 1948 من الصراع ومن التفاوض ومن الحق الفلسطيني التاريخي.