لديك اليوم عشرة إخوة برازيليين، شعراء بقلوب لا حدود لاتساعها، يقولون بلغتهم كلمةَ ولدٍ من حيفا وكلمة كل أطفالنا الذين سرقت الإبادة كلامهم وصفاء نظرات عيونهم.
لا أعرف إن كان هذا صوت صفّارات الإنذار في العالم كلّه، أم أن هذا الصوت القبيح من ابتكارات الصهاينة. باتوا مؤخراً يُقلِّلون من إطلاقه ويَقصرونه على حيفا.
في لحظة الإبادة هذه يَودّ الشِّعر لو بمستطاعه أن يحتضن هُويّته العربيّة بجميع أطيافها وأحلامها وجراحها، احتضانَهُ لمئات آلاف الأطفال المتروكين في برد الخيام.
لم أشهَدْ مِعراج الرَّسول/ لكنّي شَهِدتُ مِعراجَك يا عُدَي/ وأنتَ تَصْعَدُ في السّماوات/ تَحُفُّكَ الملائكةُ/ والأنبياء يُحيّونَكَ/ (بعضهُم يَبْتَسِمُ وبعضهُم يَبكي مثلي)/ حتّى بَلَغْتَ سَماءً/ لا يُطارُ لها على جَناحٍ.
كنت في الجزائر حين التقيت بها في المرّة الأولى عام 2007. كانت قد وصلت للتوّ وكنت بين مستقبليها الجزائريين، اقتربتْ مني وحكت شيئاً عن القدس، اقتربتْ خطوة أُخرى ثم رفعت يدها ووضعتها على خدّي. قالت بالفصحى: "يا ولدي حنّ قلبي عليك".