مرة أخرى الكلمة في مواجهة المدافع، مرة أخرى الأدب تحت رحمة عديمي الأدب، والحق أن ذلك يدفعنا إلى سؤال أهم، هل تخدش حياءهم الألفاظ ولم يخدشها منظر الدم في الشوارع والتعذيب في أقسام الشرطة والتصفية العلنية للمتهمين.
يسمع تصريحات الرئيس عن الدستور والدول التي لا تُبنى بالنوايا الحسنة، ويقول في سره يُستحسن ألا تُبنى من الأساس ويتذكر إسراء، ذلك الكائن الملائكي وقد تجاوز اختطافها المائة يوم
لا أذكر إلا صوراً متقطعة، وأصوات أصدقاء هنا وهناك، أحدهم ينشر صورة لأخيه قد فارق الحياة، وأحدهم يسأل إذا رأى أحد قريبه الذي لا يستطيع أحد الوصول إليه، وإحداهن تنشر صورة لأسماء.
هكذا تحدث أحد عمال المخازن إلى المهندس القابع خلف مكتبه ناظراً إلى العدم. كان قد أقر منذ مدة أن الله وجده يتيماً فلم يؤوِه، ووجده ضالا فلم يهدِه، وأيضا لم يغن ليس لأنه غير عائل بعد، ولكن بجملة النحس.