بعد أن تحمّل جيل النكبة (1948) الكثير من الصعاب ليتعلم حروفه الأولى، ها هو التاريخ يكرّر نفسه في قطاع غزة، حيث يعاني الأطفال من تدمير المدارس وغياب التعليم.
إمّا أن تغادر مكانك في غزّة أو أن تموت، والمغادرة تعني أن تخرج على عجل، وتحمل القليل من متاعك، وربما لا تعثر على وسيلة مواصلاتٍ، أو لا تمتلك أجرتها حتى.
عشت بخيالي مع هذا البيت الجميل، وشعرت كم هو رائع ومرهف "العم علي"، هذا الفنّان الذي وضع تخيّلاً لحياة بسيطة يتمنّاها كلّ إنسان لا يرغب بأكثر من الهدوء والسلام.
جاءت الحرب على قطاع غزّة لكي تعيد طقوس إعداد الخبز في الخيام، وبقايا البيوت المقصوفة والمهدّمة، طقوس فيها الكثير من الحنين، لكنه مغمّس بالدم هذه المرّة.
فيما كان يُلقي نظرة نحو أولاده في الخيام، اصطدم نظرُه بكتلة رهيبة من النيران، فحاول أن يتحرّك بسيارته لكي يسعف من يسمع صراخهم، ولكن الموت كان أقرب إليه.