في لحظة الإبادة هذه يَودّ الشِّعر لو بمستطاعه أن يحتضن هُويّته العربيّة بجميع أطيافها وأحلامها وجراحها، احتضانَهُ لمئات آلاف الأطفال المتروكين في برد الخيام.
لم أشهَدْ مِعراج الرَّسول/ لكنّي شَهِدتُ مِعراجَك يا عُدَي/ وأنتَ تَصْعَدُ في السّماوات/ تَحُفُّكَ الملائكةُ/ والأنبياء يُحيّونَكَ/ (بعضهُم يَبْتَسِمُ وبعضهُم يَبكي مثلي)/ حتّى بَلَغْتَ سَماءً/ لا يُطارُ لها على جَناحٍ.
كنت في الجزائر حين التقيت بها في المرّة الأولى عام 2007. كانت قد وصلت للتوّ وكنت بين مستقبليها الجزائريين، اقتربتْ مني وحكت شيئاً عن القدس، اقتربتْ خطوة أُخرى ثم رفعت يدها ووضعتها على خدّي. قالت بالفصحى: "يا ولدي حنّ قلبي عليك".
إلى أن وصلتُ إلى اسمك: محمد الأسعد (1944 - ...) وتحته قصيدتان يغبِّشُهما مطرٌ خفيف. في الأُولى كان المساءُ حديقتين نستفيق فيهما بلا بَلَد، وفي الثانية تقول إنك سمعتَ في مطارٍ بعيد رنينَ غِناءٍ يُرَجِّعُهُ البَحْر، في حين أنني أسمعُ الآن رنين بكاء.