كتبت قبل سنوات أن البرامج الدينية في المحطات التلفزيونية العربية بحاجة إلى صياغة جديدة تخرجها من خانة الأمر والنهي. واستذكرت البرامج التي بدأت في المحطات الأرضية مع انطلاقة التلفزيون منتصف القرن الماضي، واتسمت بخطاب سمح والكلمة الطيبة.
ما أشبه اليوم بالبارحة، كأن اكثر من ثلاثة سنوات ونصف لم تمرّ على الإعلام السوري الرسمي ليكرر تجاهله الحراك الشعبي والإدعاء ان "لا شيئ يدعو للقلق من تظاهرة او اثنتين"،
هذه البلاد لم تتغير كثيراً، ولا تزال تمزقها المؤامرات والسطو المسلح على ثقافتها وطوائفها، ولم تنجب شاعراً آخر بفحولة أدبية، تطلق مقطعاً شعرياً، يلهم أبناء عصره أمام أوجاعهم في هذه اللحظات، بدل الاستشهاد بمقولة شاعر عاش قبل ألف عام؟
هل تتوقف التغطية الصحافية من مواقع الصراع في الشرق الأوسط؟ سؤال يطرحه صحافيون غربيون تحديداً، درجوا على زيارة المنطقة وإرسال تقاريرهم منها. وسبب السؤال، كما هو واضح، استهداف المراسلين
لم يكن مستغربا أن تكون قناتي "العربية" و"الجزيرة" الأكثر مشاهدة بين السوريين، فهما من أكثر القنوات اهتماما بالملف السوري. المفاجئ في ما جاء تاليا، أن قناة "أورينت" هي الثالثة في الترتيب، بينما توارت إلى مواقع متأخرة فضائيات عالمية ناطقة بالعربية.
... كما قصفت إسرائيل مدارس في غزة، قصف النظام السوري مدارس أيضاً، وتسبب بالدمار والضحايا، كان جديدها مدرسة عين جالوت في حي المشهد في حلب، حيث قتل تلامذة صغار فيها كانوا يحتفلون بمعرضٍ لرسوماتهم.
هل هي صدفة أن رمضان هذا العام لم يشهد عملاً درامياً دينياً أو تاريخياً لافتاً، في مقابل المسلسلات وبرامج المسابقات والكوميديا التي تهيمن على شاشات التلفزيونات؟ كأن الفراغ الدرامي، كما الفراغ السياسي، سمح بتمدّد "داعش"و "دولة الخلافة" إلى الحيّز البصري
صمت نخب المجتمعات المسلمة عن إدانة التطرف يقدّم للأجيال الشابة نموذجاً يتطلعون إليه، وسط إحباطاتٍ، سببها بيئة متخلفة، لا تقدّم الحلول لمشكلات شعوبها، ولا تتيح هامش الحرية والشعور بالكرامة، أو القدرة على تحقيق إنجاز ما عبر طاقاتهم المتفجرة.