سمع هوميروس مني كل ذلك ولم ينبسْ ببنت شفة حول الموضوع، لكنه قال لي: أرجو أن تقرأ كتابي "الإلياذة" فقد سطرتُ فيها الكثير من مآسي الحروب حين رصدت حرب طروادة. هل سمعت بالحصان الخشبيّ؟
دفعت للمهربين تمثال عشتار ثمناً لجواز السفر المزوّر... تعرّفت إلى كثيرين مثلي، منهم من اختبأ في عنبرٍ، ومنهم من تستّر بشبكة صيد، ومنهم من تدثر بشراع مركب، ومنهم من كان نحيفاً فاتسعت لهم شقوق الأخشاب في السفينة.
كان مرتكب الجريمة يملك تصريحاً لحمل السلاح، وقد أبدى في منشوراتٍ كتبها سابقاً على صفحته الإلكترونية أنه محبٌّ للعنف، ولديه رغبة بمحو جميع من يراهم غير جديرين بالحياة، أو من يشكّلون عاراً على البشرية من وجهة نظره.
وددتُ الانضمام إلى نادي المشاهير الذين يدلقون سطول الماء المثلج على رؤوسهم، بغض النظر عن كون شهرتي محلية جداً. لكني سرعان ما طردتُ هذه الفكرة الساخنة من رأسي، سيما وأنني جرّبت السطل البارد كإنسان عربي عشرات المرات خلال حياتي.
تخيّلتُ كيف يمكن لكيس أن يعيش وقلبه في مكان آخر، أدركتُ كيف لكيس أن يعيش وفوق جلده أرقام الهاتف والعنوان وتاريخ انتهاء الصلاحية، كيف يمكن أن يحشر في سجن ضيّق ريثما يحتاجه صاحبه لتعبئة الزبالة.
المخيلة فقط هي ما ينقصني، وسأثبت ذلك للعالم كله، ولي أسوة حسنة بجدّي أبي القاسم عباس بن فرناس بن فرداس الذي ضحى بحياته في سبيل أن يطير، فطارت روحه على مرأى من الناس. لكن قسماً من القمر سمّي باسمه...
من سأشجع في هذا المهرجان الكروي، وأنا العربي أولاً، والسوري ثانياً، ولي ثأر مع كل بلد، ولدي مظلمة عند كل قوم؟ فمنهم من احتل بلادي، ومنهم من قصفها، ومنهم من سرقها، ومنهم من شوّه تاريخها، ومنهم من دعم أعداءها.
ها هم لاعبو "داعش" يدخلون الملعب بـ"البيك أبات التويوتا"، واللباس الأسود الكامل والأقنعة.. سيارات "تويوتا" تنزل اللاعبين الداعشيين، فيبدأ إطلاق نار كثيف من قبل مشجعيهم... اللاعب التونسي واللاعب الشيشاني يحاوران الحكم بعنف، ويبدو أنهما سيجلدانه إن لم يتراجع عن قراره.
تبدأ الدعوة بتشكيل مجموعة سرية ضيقة على الفيسبوك، محدودة الأعضاء، ثم تبدأ بالتزايد، تدعى الصفحة بصفحة "المسلمين". وما أن تُكتشف الدعوة للدين الجديد حتى يقوم المشركون بإنشاء صفحة "أعلوا هبل"، ليرد عليهم المسلمون بصفحة "الله أعلى وأجل".