إلى أين يأخذ الجنود الفتى النحيل؟/ إلى زنزانة رطبة وعتمة شديدة./ ما الذي فعله الفتى النحيل؟/ سرق استدارة التفّاح وعجينة الخبز./ يا لهفي على فتى نحيلٍ بهيّ!
لا حاجة لتعليق جرس في أعلى النافذة، لقد دخلت أصوات الكائنات كلّها. هذه ليست لطخات طين لزج، ولا كدمات حجارة ألقت بها العاصفة. هذه تاريخ طويل عفن قاسٍ من القهر.
لسنواتٍ أحاول تشريح الوجع، أحاول شقّه نصفين/ فلا أجدُ إلّا أنيناً حزيناً، بألسنة كثيرة/ وأوقاتاً لا شمس فيها ولا قمر/ الزمن يجعل الجراح أكبر وأعمق وأوجع.
هكذا يتمهّل الوقت آن تُفرغ الطائرات حمولتها/ سمعتُ عن رجالٍ تسيل من أصابعهم دماء ضحاياهم/ وسمعت عن نساءٍ يرقصن على عويل الثكالى والأمهات/ هكذا بلغ السيلُ الزُّبَى ولا ربوة في المدى ولا مدى/ بيدي هذه مسحتُ على وجوه أطفال قُتلوا غدراً.