استمدّ شعري قوّته أحياناً من التجارب المتشائمة التي صادفتُها في مجتمعٍ يَغُصُّ بانعدام المساواة والظلم والظروف غير الإنسانية. أردتُ أن أعكس الزمن المعاصر وأن أتجاوزه أيضاً لخلق عالمٍ أفضل وأكثر إنسانيّةً، عالمٍ مضادّ قد يكون أكثر قابليّة للعيش فيه.
كان عليَّ الذهابَ إلى مكانٍ ما، ولم أفعلْ/ كان عليَّ فِعلُ شيءٍ ما، ولم أفعلْ/ الشّخصُ الذي انتظرتُهُ لم يَصِلْ/ كان عليَّ أن أغنّي أُغنيةً مُبهِجَةً، ولم أستطعْ/ كلّ هذا لم يحدثْ، لذلك كان عليَّ أن أغُطَّ في نومٍ عميقٍ، ولم أفعلْ..
وُلِدَ شِعري في الجبال وترعرع بين الحجارة، وتغنّى بالمياه والسُّحب والأشجار والطيور، ولكنّه سرعان ما هاجَر إلى المدن التي لم يكن العالُم فيها بسيطاً وبريئاً رغم معالمها الرائعة الكثيرة، وطرقاتِها وساحاتها المضاءة، والتي بدت جميها دلائل واضحة على ثقافة جديدة.
الطفولة هي الغذاءُ الحقيقي لأي رحلة شعرية. قال أحد المخرجين العظام من البنغال، المخرج ريتويك جاتاك، إننا لا بد أن نبقي قطعة من طفولتنا في جيوبنا، لنحافظ على بشريّتنا في ما تبقى لنا من حياة.
نشهدُ اليوم مجدّداً، في عصر النزعة القومية الشرسة، ظهور الهتاف المتطرّف "هندي هندوسي هندوستان" واستعمال إرثنا الأدبي لترويج هذه النزعة. وضع ميشرا هذا الشعار لحركة "بهاراتيا هندو ماندال" Bhartiya Hindu Mandal، ولكن هذا كان في سياق تاريخي مختلف.
إنها اليد التي أطبخُ بها/ وأكتبُ رسالةَ شكرٍ/ وأتعلّقُ بالحافلة/ اليدُ التي تتأرجَحُ بقوّةٍ أثناء المشي/ فتبقى نشيطةً وجريئة/ بينما اليدُ الأخرى/ تجثمُ مثل أرنبٍ في الأدغال/ أو تستلقي في طفولتي/ بين الكرةِ والحصانِ الهزّاز.
قديم تاريخ القُبلة، ولكنه لا يتجاوز عادة أكثر من الوصف الحيادي الجاف، أو الإعلانات التي يقدّمها المشاهير، أو سرد يتحدّث عن أطول أو أقصر قُبلة. القبلة دائماً خارج التاريخ. في هذا العالم المزيّف، تتقارب الشفاه المتوهجة لشخصين حتى تسمع ارتجافهما.
كنت أشعر في كل مناسبة بتيار من التعاطف يتدفق عبر مؤلفاته الموسيقية المبهجة. كلما قمت برحلة في تلك المرات النادرة من دلهي إلى قريتي، تضربني في الطريق دورغا معينة فجأة كما لو كانت ملجئي الأخير والعش الذي يهدئني على الفور.
حشود هائلة في الشوارع والحافلات وغرف المعيشة لا أحد منها يتذكر، هذه الأيام، بيتاً واحداً من شعر "نيرالا". لا أحد يؤكد أنه قرأ "ناغارجون". لا أحد يروي كيف مات "موكتِبود". لا أحد يتساءل ما هذه الحياة.