المثالية الحقيقية تكون ممزوجة بالذكاء والحنكة، لتجعل من حولك يجلّك ويحترمك، ويعرف قدرك، أما المثالية السخيفة تجعلك مستصغراً من الجميع، مهان الشخصية ومسخرة لهم، لذلك تحرّر من البراءة المطلقة والعفوية الزائدة عن حدّها، وكن ذا رأي وشخصية يهابك الجميع.
النجاح الحقيقي هو أن تلفت أنظار العالم نحوك بحب وشغف، لما بين يديك من النجاح، أي أن تصبح قوياً بكلمتك ورأيك واقتراحاتك، وأن ترفع رأسك نحو الثريا، ودعك من بقية النجوم. ,هذا هو النجاح الذي نريده.
لأننا سُلبنا حرية التعبير، وتخلينا عنها بمحض إرادتنا، وحرمنا من الأمن والطمأنينة، وافتقدنا التداول السلمي للسلطة، لا غرابة أن يكون الشعب جائعاً وخائفاً ويصارع الموت، وعندما يموت عفّاش (علي عبدالله صالح) يتناسى كل شيء، ويهب الجميع للبكاء والنواح.
كيف لي أن أقتنع بدارسة إدارة أعمال في مكانٍ لا يستطيع أعضاؤه إدارة عملية إمتحانية؟ لكن ذلك لن يجعلني أميآ عن الإدارة، فالكتب والمؤلفون سيكونون لي خير كلية وأفضل معهد، ويكفيني شرف القراءة، ولن أبالي بالشهادة الصورية.
اعلموا أنّ بناء الطالب صاحب الفكر النير خير من ألف كافتيريا تعود لكم بالأموال، وأنّ إشباع العقل والذات بالثقافة خير من إشباع المعدة بالطعام، وتوفير المكتبات والكتب خير من عربات البوظة والمكسّرات الموجودة في ساحة الكلية.
المواطن العربي يقع بين مطرقة الغرب المستعمر وسندان الأنظمة التابعة. وبصورة أخرى، يقع العربي بين أسنان فرامة حادة، إذ يدمر وطنه وتسلب حقوقه وتلهفه النار الطائفية، بل وتمزّقه شرّ تمزيق.
اجتثت الثورة النظام الحاكم واستأصلت جذور فساده في مؤسسات الدولة، ومن ثم تعرّضت أهداف الثورة لمحاولة اغتيال لإطاحتها وإلقائها في غيابة الجب بقناع ثورة مضادة، لتغلق عليها الأبواب وتغتصب شرعيتها.
لا أدري هل سينصب العام الجديد خيامه على أرضٍ مستويةٍ تتوفر بها مقومات الحياة وأساسيات السعادة وتوتد حبالها بأرض متماسكة في وجه العواصف وتثمر عروبتها؟ أم أنّه سيحط الرحال على شفا هاوية تؤرق منامنا، ومنزلقات صخريةٍ تهوي على رؤسنا؟
ما علينا الاهتمام به هو التحرّر من الارتباط بالغير، وكيف لنا أن نقود أنفسنا نحو مستقبلنا وننفض الوصاية عنّا، وأن لا نأبه لأيّة أحداث في الدول الأخرى لأننا لسنا إمعاتٍ في قطعانٍ ترعانا دول متسلّطة وغبية، سلطات محلية أم عالمية.
ما يجري اليوم في اليمن، ونحن في الذكرى الرابعة والخمسين من ذكرى ثورة سبتمبر، من حرب مستعرة، امتداد طبيعي للثورة المضادة لها، ومحاولة فاشلة لإعادتنا إلى مربع الإمامة البغيضة، ومن يثورون اليوم ضد الجمهورية هم أحفاد الإمامة والملكية الكهنوتية.