التفكير في الديموقراطية يتطلّب قدراً من الثقافة، ومن القدرة على التجريد، لا يوفرها المستوى الثقافي الحالي للمواطن العربي، وعدم تمثّل الجماهير للمطلب الديموقراطي نعزوه لسببين، هما انحدار المستوى الثقافي والانحدار الاجتماعي المعيشي.
حقوق الإنسان تـهم النخبة في الدول الفقيرة أكثر ما تـهم عامة الشعب، لأنّ العامة مشغولة باليومي والبحث عن القوت والحاجيات، بينما النخبة بحكم وعيها وثقافتها واهتماماتـها ومصالحها في التنافس والاستفادة من الامتيازات التي تخوّلها لها الديموقراطية والتناوب على السلطة.
الموسيقى والأصوات أيضا، لغات أصلية ممتدة في جذور الحياة البشرية، فهي الوسيلة الأولى في التواصل بين البشر، إضافة إلى لغة الجسد، اللغة المشحونة بالدلالات الكبيرة والأكثر تعقيداً في التشفير والترجمة لها أهميتها واعتباريتها في التعايش والتناغم.
الكتاب لحظة لقاء حقيقي، يتم فيه الإعجاب والتماهي، الرغبة والاتحاد، صاحبه متفرّج بامتياز، وقد مزّق الحبل السري الرابط كما يحصل في الإنجاب. نرعاه، نعتني به، ولا نتدخل في شؤونه إلا برضاه وموافقته.
ما تحصده آلة الدمار الحداثية والعصرية من أرواح، تحت يافطة حقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب والطغيان، أضعاف مضاعفة مما تحصده آلة الإرهاب الإسلامي العمياء التي لا ترعى سوى الشر ولا تزرع أو تحصد غيره.
المهم هو التشبّع بروح الديمقراطية التي تعني الحريات الفردية والجماعية في التعبير والتجمع أساساً، فهما المدخل لديمقراطية اجتماعية واقتصادية، ما يمكّن المواطن المسلم من الانخراط في الحياة العامة، والمشاركة في الإدارة والتسيير واتخاد القرار.
تعيش الجاليات العربية المسلمة في أوروبا ظروفاً صعبة مع تنامي ظاهرة الإرهاب والعمليات الانتحارية المتصاعدة، فإخواننا وأهالينا وأبناؤنا هناك، يعيشون وضعا كارثياً، يجعلهم محطمين، ويعانون من قهر مضاعف.
الأجيال الجديدة بفضل المستجدات العصرية، قادرة على أن تضخ الدماء في شرايين المجتمعات، غير أن المجتمع لا يمكنه أن يتغيّر بسرعة خاطفة وجذرياً، كما يتبدّى للشباب، بل يحتاج إلى توافقات كثيرة قادرة على جعل التغيير لا يضرب عمق وخصوصية الثقافات.
التطرف الإسلامي لعبة قذرة تجهض الحلم العربي، وتساهم في إقبار نهضة عربية محتملة، حيث تساهم التيارات الدينية المتطرفة في تأجيج الصراع وتوسيع التدمير والتدمير الذاتيين، كما يستغل الغرب الفجوة للإجهاز على ما تبقى من قوة للعرب والعروبة والمسلمين.
مظاهر العنف تعكس مستوى العيش والوعي ودرجة التوازن النفسي والاجتماعي لدى المواطنين، إنها التجليات البارزة التي تعبر عن طباع الشخصية ومدى رضاها أو سخطها، اندماجها أو انفلاتها، قبولها أو مقتها لنفسها ومحيطها وبلادها.