همسات على هامش المعرض الدولي للكتاب بالمغرب
وليد موحن
يعرف المغرب هذه السنة المعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة الزمنية الممتدة ما بين 3 إلى 12 يونيو/حزيران، بعد انقطاع سببته الأزمة الوبائية في السنة الماضية.
وهي فرصة سانحة لكي يطلع الباحثون والعامة على آخر ما جادت به دور النشر العربية والمغربية من إصدارات ثرة وغنية في كل الحقول العلمية، وأن يسد الطلبة فجواتهم البحثية راغبين في الحصول على ما ينفع مداركهم ويزيد من حجم ببليوغرافيتهم البحثية.
فمعرض الكتاب يحج إليه الكثيرون من كل المناطق المغربية لغايات متنوعة ومتباينة بين من يرنو إلى البحث والتنقيب عن دراسة بحثية من دور نشر عربية لا تصل منشوراتها إلى المغرب إلا في هذه الفترة، وبين من يضع قائمة من الكتب يراها ضرورية من أجل حصيلة موسمية يكف فيها عن اللحاق بالمكتبات طوال السنة، وبين نفر آخر يأتي إلى المعرض لحضور تقديمات علمية واللقاء بمجموعة من الباحثين وحضور توقيعاتهم، وثلة أخرى تجد فرصة لأخذ الصور والتجول في العاصمة سيما إن كانت أول فرصة.
يعتبر المعرض الدولي للكتاب فرصة مواتية للباحثين من أجل النهل من رحاب وينبوع القلم والقرطاس
وفي هذا الخضم، سوف نستهدف الصنف الأول المتكون من جمهرة الباحثين، والذي أنتمي إليه حيث يجد نفسه ضمن خضمات هذا المعرض الدولي بين ردهات عديدة منها:
- مصاريف النقل إلى العاصمة وميزانية شراء الكتب التي يحتاجها سيما إن كانت كثيرة والظروف المادية جد مضطربة في غياب منحة علمية محفزة.
- يأخذ وقت البحث في دور النشر والمؤسسات وقتاً طويلاً في التصنيف والتجويد واختيار الجيد العلمي من الكتاب التجاري، خاصة أن الباحثين يمتلكون عموماً قدرات باهرة على رصد الكتب وأهميتها من أول نظرة خاطفة، خاصة أن الموقع الإلكتروني الذي من المفترض أن يضع سجلات الكتب وثمنها لا يزال معطلاً.
- الحيرة بين الحصول على الكتب العلمية الجادة التي تسعفه في مجال تخصصه الأكاديمي، أو الكتب الأدبية الإبداعية التي تشتهيها نفسه.
- الخوف من العودة فارغ النتائج، بمعنى عدم الحصول على المبتغى والمراد من الكتب العلمية، وهي فرصة لكي أشير إلى أن الكتب الرصينة غالبا ما ينفد مخزونها في الأيام الأولى من المعرض الدولي للكتاب وفق تجارب شخصية في المعارض السابقة بالدار البيضاء، فالأجدر بالباحثين التوجه إلى الرباط في بداية المعرض لا في لحظاته الأخيرة.
- تفادي التيه في أروقة المعرض، وتحديد الهيئات والمؤسسات التي تهتم بتخصصك البحثي من أجل الاستغلال الأمثل للوقت والطاقة والجهد.
وفي الأخير يعتبر المعرض الدولي للكتاب فرصة مواتية للباحثين من أجل النهل من رحاب وينبوع القلم والقرطاس، والاستفادة من آخر الدراسات العلمية وحضور اللقاءات الأكاديمية والتواصل مع الأساتذة والباحثين، مع تمنياتنا لإدارة المعرض الذي يقام للمرة الأولى في العاصمة الرباط بالنجاح والتوفيق والسداد في الإعداد الجيد لهذا الملتقى الذي من المتوقع أن يحج إليه الطلبة والمهتمون من كافة المناطق المغربية وبكافة الفئات السنية، وأن يكون نبراساً يشعل فورة القراءة التي تعرف في الفترات الحالية سيما في البلدان العربية تراجعاً مهولاً.