بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، مثّل تحليل دور المثقفين في الواقع العربي إشكالية بارزة كانت أقرب إلى بؤرة بحثية شارك فيها مثقفون كثيرون؛ مثل جورج طرابيشي، وهشام شرابي، والطاهر لبيب، وعبد الله العروي. لكن نفس الموضوع بدا وكأنه قد استُهلك حتى أن الكتابة عنه صارت قليلة للغاية.
يعود الباحث المصري نبيل عبد الفتاح إلى إشكالية المثقف في بلاده من خلال عمل حمل عنوان "الحرية والحقيقة: تحديات الثقافة والمثقف المصري" صدر حديثاً عن دار "ميريت".
يحاول المؤلّف فهم أسباب أزمات الثقافة مع تراجع دورها منذ عقود، عالمياً وعربياً، وفقدان المثقفين القدرة على التأثير في خيارات الجماعات وسلوكاتهم. يقول في تقديم عمله: "يواجه العقل والإبداع في مصر تحدّيات كبرى في ظل تحوّلات استثنائية"، يذكر منها ثورات الرقمنة والذكاء الصناعي والإناسة الروبوتية وعالم ما بعد الحقيقة.
يرى المؤلف أنه بالنسبة إلى عقل ساكن فإن هذه التحوّلات تصبح في غاية التعقيد وتؤدّي إلى "قطيعة تاريخية كبرى في منظومات المعرفة واللغة والفكر والفنون".
من أعمال عبد الفتاح الأخرى: "النخبة والثورة"، و"تجديد الفكر الديني"، و"سياسات الأديان"، و"اليوتوبيا والجحيم: قضايا الحداثة والعولمة في مصر"، و"النص والرصاص".