تتعدّد البرامج والمبادرات التي تقدّمها "هيئة متاحف قطر" في الدوحة، وتركّز على الفن العام من خلال عرض مجموعة أعمال تركيبية لفنانين من مختلف أنحاء العالم، وذلك في عدد من الفضاءات داخل العاصمة القطرية، أو عبر تخصيصها مسابقة سنوية للطلّاب في هذا المجال.
في هذا الإطار، أعلنت الهيئة عن نتائج النسخة الثانية من "برنامج الفن العام"، التي حملت عنوان "مبادرة 5/6"، حيث وجّهت من خلالها الدعوة إلى الفنانين في قطر لاقتراح عملٍ فني دائم، بعد أن فتحت الباب لاستقبال طلبات المشاركة حتى أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.
اختارت "متاحف قطر" عملين هما "توازن" للفنانة شعاع علي، و"عقال" للفنانة شوق المانع
المبادرة التي تنظّم بالشراكة مع مؤسستَيْ "مشيرب" و"الديار القطرية"، اختارت عملين هما "توازن" للفنانة شعاع علي، والذي يعكس التواؤم بين التقاليد والحداثة في المجتمع القطري، و"عقال" للفنانة شوق المانع، التي تحاكي أحد أبرز عناصر الزيّ التقليدي في البلاد.
وتسعى البرامج الخاصة بالفن العام إلى "المساهمة بنشر الثقافة على نطاق واسع في شوارع الدوحة ممّا له تأثير هام وجاذبية كبيرة. من المنحوتات الضخمة إلى الصور الفوتوغرافيّة، تشكّل أعمالنا الفنيّة العامة تجربة فريدة وغير اعتياديّة، تكون معروضة غالباً في الهواء الطلق"، بحسب تقديم المنظّمين.
وتستند فكرة العمل الفني "توازن" إلى عدد من المشاريع التي تعبّر عن النهضة العمرانية الحديثة في قطر، حيث استوحت بعض خصائص العمارة في بعض المعالم مثل المتاحف و"مكتبة قطر الوطنية" وغيرها، من خلال استخدام الحجر المستخدم في المباني القديمة مثل سوق واقف التراثي مع الاعتماد على بعض مواد البناء الحديثة لخلق حالة من التوازن بين الماضي والحاضر.
ترى شعاع علي أن التوازن لا يعبّر عن هوية معمارية فقط، إنما عن حالة من التلاحم التي يعيشها المجتمع القطري، وهو ينسجم مع فكرة المبادرة التي تسعى إلى رفع الوعي الثقافي للجمهور، وجعل الفن جزءاً من حياته اليومية، وتضيء المشهد الثقافي الناشئ في قطر وتنوّعه.
أما العمل الفني "عقال"، فيستوحي شكل القطعة التي تُنسَج من القطن أو الصوف أو الحرير وتوضع فوق الشماغ (نسيج القماش الذي يُوضع فوق الرأس في العديد من المجتمعات العربية)، وهو عبارة عن مجسّم يستعير شكل العقال باختلاف أحجامه في دلالة على تمسّك القطريين بزيّهم التقليدي الذي يعود إلى مئات السنين.
يُذكر أن "متاحف قطر" افتتحت في نيسان/ أبريل الماضي معرض المسابقة الطلابية السنوية للفن العام في الحديقة الهلالية بمدينة لوسيل في الدوحة، والذي ضمّ أعمالاً لكلّ من أحمد محروس، وهنوف أحمد، وهند جمال، ومجدولين نصر الله، وريما أبو حسن، وشادن الريابي، وشذى الريابي، وسيتم توزيع الأعمال السبعة في مواقع مختلقة خلال العامين المقبلين.