"تجديد ذكرى عميد الأدب العربي": العودة إلى طه حسين

20 مارس 2021
طه حسين
+ الخط -

صحيحٌ أنّ طه حسين يمثّل إلى اليوم أحد أكثر الكتّاب العرب مقروئيّةً، أدباً وفكراً وتاريخاً، إلّا أنّ الاهتمام البحثي به ظلّ في أدنى مستوياته خارج تحليل نصوصه، فلا نجد الكثير من الانشغال بمشاريعه الفكرية أو بسيرته وقراءة تجربته في عمومها.

انطلاقاً من قراءة في هذا الوضع يأتي كتابُ "طه حسين: تجديد ذكرى عميد الأدب العربي" للباحث المصري إيهاب الملّاح، الصادر  حديثاً عن منشورات "الرواق"، وهو عمل يقدّم مسحاً في مجمل مشاريع صاحب "على هامش السيرة".

في تقديم الكتاب، يشير المؤلّف إلى أنّ قيمة طه حسين تتمثّل بالنسبة إليه في أنه "استطاع، في لحظةٍ مبكرة، في السنوات الأولى من القرن العشرين، إدراك لُبِّ الأزمة التي يعانيها مجتمعنا؛ مجتمع يحيا مشكلات عالم قديم في زمن حديث. أدرك طه حسين أنّنا ندقّ على أبواب العالم الحديث، ظاهريّاً، ونحن محمّلون حتى النخاع بقضايا وهموم عالم مضى وانتهى".

يضيف الملّاح: "شعرتُ بأنّ ثمة مسؤولية أدبيّة وأخلاقية، قبل أن تكون فكرية وثقافية ومعرفية، في ضرورة الإلحاح (بل التشديد في الإلحاح) على إعادة 'التعريف'، و'تجديد' التذكير بهذه القيمة التي أعتقد أننا ما زلنا في أشد الحاجة والاحتياج لما مثّلته من رمز، وأشاعته من معرفة، ودعت إليه من تجاوز شروط التخلّف والتراجع الحضاري والمادّي الذي كنّا نغرق فيه حتى الثمالة".

طه حسين

ينوّه الباحث المصري أيضاً بأنّ أسباباً راهنة تدعو إلى العودة، بقوّة، إلى طه حسين، حيث يرى أن ثمة "أجيالاً ناشئة، بازغة، واعدة، تتساءل: ومن يكون طه حسين؟ وما أهمّيّته بالنسبة إلينا؟ ولماذا يجب علينا أن نقرأه ونتعرّف إليه؟ وذلك في مقابل أجيال أخرى، للأسف، تنشأ في سجون الظلامية والتعصّب والتطرّف، لا تسأل ولا تبحث عن إجابة؛ فهي ترث الحقيقة المطلقة أبّاً عن جد. وفي هذه الدائرة لن تجد طرحاً أو سؤالاً عن طه حسين، بل وصماً واتّهاماً بالكفر والزندقة والخروج عن الإسلام".

موقف
التحديثات الحية
المساهمون