"حروب الأرشيف" لروزي بشير: صناعة التاريخ السعودي ما بعد حرب الخليج

21 سبتمبر 2020
برج الساعة في مكة، تصوير: محمد حامد
+ الخط -

يعتمد إنتاج التاريخ على المحو الانتقائي لبعض الماضي وحتى المعالم والآثار التي تشهد عليها، من إزالة الوثائق الأرشيفية إلى هدم الأماكن المقدسة وحتى غير المقدسة ولكنها تدلّ على ماضٍ ما صدر القرار بمحوه، كل عمل تدمير هو أيضًا فعل من أعمال بناء الدولة.

ترى الباحثة الأكاديمية روزي بشير أنه وفي أعقاب حرب الخليج عام 1991، تابعت النخب السياسية في المملكة العربية السعودية هذه المشاريع المزدوجة لإحياء الذكرى التاريخية وتشكيل الدولة بحماس أكبر لفرض رؤيتهم لدولة وأمة واقتصاد ما بعد الحرب. نظرًا لأن الحركات الإسلامية هي التهديد الرئيسي لسلطة الدولة، فقد سعوا بالتدريج إلى فصل الدين عن السياسات التعليمية والثقافية والمكانية.

غلاف الكتاب

من خلال كتابها الجديد "حروب الأرشيف" الصادر عن "منشورات سانفورد"، تستكشف بشير العلمنة المتزايدة للدولة السعودية بعد الحرب وكيف تجلّت في تجميع أرشيف وطني وإعادة ترتيب الحيز الحضري في الرياض ومكة. كان مشروع النخبة مليئًا بالمفارقات: في الرياض، وظفوا خبراء مشهورين عالميًا لصياغة تاريخ متخيل، بينما كانوا في نفس الوقت في مكة يشرفون على محو تضاريس عمرها ألف عام واستبدالها بمشاريع تجارية عملاقة. 

في الرياض، وظفوا خبراء مشهورين عالميًا لصياغة تاريخ متخيل

تُظهر حروب الأرشيف كيف أدت استجابة الدولة السعودية لتحديات حرب الخليج إلى إضفاء الطابع التاريخي على الفضاء الوطني، وإضفاء الطابع الإقليمي على التاريخ الوطني، وفي النهاية كسر كلاهما من خلال أنماط جديدة لتراكم رأس المال.

روزي بشير أستاذة تاريخ الشرق الأوسط الحديث بـ "جامعة هارفارد"، تتركّز اهتماماتها التدريسية والبحثية حول الحركات الفكرية والاجتماعية العربية، والرأسمالية البترولية وتشكيل الدولة، وإنتاج المعرفة التاريخية.

 

المساهمون