"رحلة" عنان أفوتي.. يدٌ صبغها البياض

17 أكتوبر 2022
من المعرض
+ الخط -

شُغف الفنان التشكيلي الغانيّ عنان أفوتي منذ طفولته برسم ملصقات الأفلام ومجلّات الكوميكس، قبل أن يبدأ برسم يوميّات الناس من حوله، مثل العمّال الذي يحملون على رؤوسهم البضائع، والباعة المتجوّلين، وأشخاصاً يقومون بتضفير الشعر؛ متأثراً بشقيقته التي كانت تعمل في صالون حلاقة.

بعد تخرّجه من "كلية غناتا للفنون والتصميم" في أكرا، انتقل إلى الولايات المتحدة ومنها إلى بريطانيا، وتوجّه إلى رسم البورتريه بشكلٍ خاص، ومحاولة تصوير مشاهد صامتة لأُناس من غانا وبتركيز على لون البشرة، وذلك في إحدى السلاسل التي رسمها إذ يظهر شخص في كلّ لوحة بيدٍ مصبوغة وأُخرى سمراء اللون، محاولاً تناول إساءة الفهم لهويّته وشخصيته من قبل البِيض.

حتى الأول من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، يتواصل في "غاليري 1957" بلندن معرض "الرحلة" لعنان أفوتي الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي، ويضمّ لوحات موضوعاتها الرئيسية تدور في غُرف المعيشة والمناظر الطبيعية في غانا.

من المعرض
من المعرض

يستمدّ المعرض عنوانه من مفردة "سانكوفا" الموجودة في أبجديّتي توي وفانتي الغانيّتين، وتعني "عُد وخذه" بما يحيل إلى العودة والرجوع والنظر والبحث، وكلّها تشير إلى استرجاع الفنان لذاكرته وتفحّص كلّ ما مضى في حياته، عبر تخيُّل عوالم جديدة ينتمي إليها جميع الغانيين لكنها ذات طابع شخصي خاص.

يُشير أفوتي في تقديم معرضه، إلى أنّ الرحلة اشتملت على العديد من الفصول التي خلقت شخصيته وهويته اليوم، من خلال استحضار أشخاص أو أفعال أو حالات في الماضي والحاضر شكّلت جزءاً من رحلته وفنّه أيضاً.

ترتكز اللوحات المعروضة على أربعة عناصر أساسية تُكوّن أسلوب الفنان، حيث لون البشرة لجميع شخصياته هو الأسود، والقوام الرشيق، والعيون المخترقة والمشبعة التي تتراوح من اللون الوردي الفاتح إلى الأحمر الغامق، واللون الأبيض الذي صبغ ذراعاً واحدة لكلّ شخصية به.

رغم تشابه المواضيع والمناخات التي يرسمها أفوتي، إلّا أنّه يصرّ على إظهار الفروق الدقيقة والاختلافات الكبيرة في ملامح الوجوه، في إشارة إلى تنوّع الهوية الغانية والأفريقية عموماً، خلافاً لتلك الصورة النمطية التي أوجدها الأوروبيون منذ استعمارهم القارة السمراء.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون