هناك دائماً جدل في تصنيف المادة الصحافية إن كانت مجرّد نص أو صورة هدفهما الإخبار أم يمكن أن تندرج ضمن الفنون، الأدب بالنسبة للمقالات والفنون التشكيلية في خصوص الصور الفوتوغرافية أو الكاريكاتيرية. بات هذا السؤال أكثر إلحاحاً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت تنافس وسائل الإعلام التقليدية ويلتجئ إليها عدد كبير من الكتّاب والرسّامين لإيصال أعمالهم ومواقفهم.
"الرسومات الصحافية ومواقع التواصل الاجتماعي"، عنوان جلسة نقاش تنظّمها، مساء اليوم، مؤسسة "بيت رسومات الصحافة" في مدينة مورج السويسرية، بحضور المشاركين فيها ودون جمهور، فيما تبثّ النقاشات عبر صفحات المؤسسة على الإنترنت.
يتحدّث خلال الأمسية كل من رسّامة الكاريكاتير التونسية نادية خياري، والتي اشتهرت أثناء الثورة التونسية (2011)، بإطلاقها لشخصية القط "ويليس"، والباحثة في علوم التواصل ماري ديشنو، والإعلامي لوك شيندلهولز، مطلق موقع "لا تورش"، ورسّامي الكاريكاتير شابات وفنسان ليبي.
يشير تقديم الأمسية إلى العلاقة الإشكالية التي تجمع الرسومات ذات الطابع الصحافي بمنصات التواصل الاجتماعي. نقرأ في هذا التقديم: "لشبكات التواصل الاجتماعي قوتها، علينا أن نتذكر كيف اشتهر القط ويليس أيام الثورة التونسية ولم يكن لأي فضاء إعلامي أن يستقبله، ورأينا كيف أن رسمة لـ شابات لصالح جريدة (نيويورك تايمز) قد خلقت حركية على صفحات مواقع التواصل لا يمكن أن نتوقع مثيلها لو نشرت ورقياً أو في الموقع الرسمي للجريدة".
ويضيف التقديم: "في سنوات قليلة باتت هذه الشبكات ظاهرة فاعلة في كل شيء، ولن يكون رسامو الصحافة استثناء. هذه الأمسية مناسبة لنسمع هؤلاء: كيف يرون هذه الفضاءات؟ أي مستقبل يستشرفونه لأعمالهم وقد أفلتت منهم؟".