في 2019 و2021، قدّم المُخرج التونسي عبد الحميد بوشناق (1984) مسلسلاً تلفزيونياً من جزأين بعنوان "نوبة" عاد فيه إلى تونس التسعينيات، مضيئاً على عوالم فنّ المزود الشعبي، ومستعيداً كواليس عرضٍ شهير قدّمه فاضل الجزيري (1948) في تونس العاصمة عام 1991 بعنوان "النوبة"، اعتُبر منعطفاً في الخيارات الفنّية للبلاد؛ حيث شكّل بدايةً لاهتمام رسميّ بالفنون الشعبية بعد طول تهميش.
على خشبة "المسرح الأثري" في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة، وقف بوشناق في افتتاح الدورة السادسة والخمسين من "مهرجان قرطاج الدولي"، أمس الخميس، ليُقدّم عرضاً بعنوان "عشّاق الدنيا"؛ وهو كوميديا موسيقية مستَلهمة من المسلسل التلفزيوني الذي عُرضت منه خمسون حلقة.
يجمع العرض بين المسرح والرقص والغناء، ويشارك فيه عددٌ كبير من الفنّانين التونسيّين؛ من بينهم: فتحي الهداوي، وريم الرياحي، وحمزة بوشناق، وبحري الرحالي، وعزيز الجبالي، وأميرة شبلي، وهالة عياد، بالإضافة إلى لطفي بوشناق الذي يختتم العرض بأغنيتين جديدتين من كلماته وأحانه.
ورغم أنّ انتقادات كثيرة طاولت برنامج عروض الدورة الجديدة من المهرجان، والتي اعتبر بعضُهم أنّها "لا ترقى إلى تاريخ التظاهُرة"، فإنّ إدارة المهرجان أعلنت عن نفاد تذاكر العرض الافتتاحي قبل أسبوع من إقامته، ما دفعها إلى برمجة عرضٍ ثانٍ في السادس عشر من الشهر الجاري، قبل أن تُعلن نفاد التذاكر مرّة أُخرى.
يُذكَر أنّ المهرجان، الذي يعود بعد سنتَين من الانقطاع، سيستمرّ حتى العشرين من آب/ أغسطس المقبل، ويتضمّن ثلاثة وثلاثين عرضاً؛ 15 منها من تونس، وعشرة من بلدان عربية، وثمانية من بلدان أجنبية مختلفة.