على مدار أكثر من ثماني أعوام، واصلت فرقة "مسرح اليوم والغد" المغربية عرض مسرحيتها "على سبيل المثال" لمرّات عدّة في معظم مناطق البلاد، استفادت خلالها من مناخ الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العالم العربي ضمن موجتين في العقد الماضي، عبر طرح قضايا سياسية ومعيشية تهمّ المواطن العادي.
أتاحت بنية العمل التنويع في المشاهد التي تقدَّم بأسلوب كوميدي، وتتضمّن رؤية نقدية تجاه العديد من القيم المجتمعية المشوهة، وسلوكيات السلطة التي يخالف مسؤولوها القوانين والدساتير، وتحتال على شعوبها عبر التلاعب بمشاعرهم واحتكار تمثيل مصالحهم في أكثر من بلد عربي.
يُعاد عرض المسرحية عند السابعة والنصف من مساء بعد غدٍ الأحد في مدينة تازة (300 كلم شرق الرباط)، وهي من تأليف محمد الجم، وإخراج محمد خدي، ويشارك فيها كلّ من الممثّلين: فاطمة الزهراء أحرار وحفيظ الخطيب، بينما أُسند تصميم الأزياء إلى شريفة الحيمر، والسينوغرافيا والموسيقى إلى سيمو الحرار.
تنقسم "على سبيل المثال" إلى فصلين؛ بقارب الفصل الأول المعاناة الاجتماعية لكاتب مسرحي مع زوجته الممثّلة التي سبق أن اشتركت معه في تقديم بعض الأدوار على الخشبة بشكل هاو، قبل أن يعيشا علاقة عاطفية تكلّلت بالزواج، لكن مشاكله تفاقمت بسبب عدم قدرته على تأمين عيش كريم لأسرته.
سيكون الزوجان على موعد مع الحظ بعد أن صادقت "اللجنة الوطنية للبرمجة" على انتقاء نصّهما المسرحي الذي سيشخصّانه خلال الفصل الثاني من العرض، ويقوم على تصوير الوضع المأزوم من كوارث إنسانية، وتفتت اجتماعي، وانهيار اقتصادي شامل في العديد من الدول العربية.
المسرحية التي يؤدّيها الزوجان تحمل عنوان "على سبيل المثال" أيضاً، وتسمّي الأشياء بمسمياتها بعيداً عن التورية والاستعارة، مع توظيف تقنيات وأشكال متنوّعة لإيصال رسائل العمل؛ مثل الفيديوهات المصوّرة التي تعرض مشاهد حيّة من المجتمعات العربية على شاشة تتوّسط الخشبة، بالإضافة إلى استعمال الدمى الثابتة.
يتضمّن العرض أغنية "ردّوا البال" من كلمات الزجال أحمد لمسيّح، وتلحين وتوزيع الملحّن جواد عصامي وأداء الفنانة فاطمة الزهراء أحرار، وهي "مهداة إلى جميع شهداء الحرية والكرامة، وصنّاع التغيير في ربوع الدول العربية التي عاشت ولا تزال تعيش على إيقاع تحولات 'الربيع العربي' ولديها حلم بأنّ التغيير قادم ذات يوم".