"فلسطين حكاية ولون": في تذكّر النكبة

26 مايو 2021
(عمل للفنان محمد الدغليس، من المعرض)
+ الخط -

على مدار الأعوام الماضية، حافظت "جمعية المرسم الجوال" في مدينة الزرقاء (20 كلم شمال شرق عمّان) على تنظيم معرضها السنوي تحت عنوان "فلسطين حكاية ولون"، والذي جاب عدّة عواصم عربية وعالمية، وهو يضمّ أعمالاً لعشرات الفنانين الأردنيين والفلسطينيين قبل أن يتوّسع بمشاركات عربية.

ويقول المنظّمون في تقديمهم للتظاهرة: "نرسم لها (فلسطين) لما للفن التشكيلي من أهمية بالغة في إيصال الفكرة والمعلومة بأسلوب بسيط، ولما له من حضور وتواجد إنساني في العالم أجمع، ولكونه أداة من أدوات التعريف بالحق وتوضيح الحقائق بأسلوب ولغة يتعارف عليها كل سكان الأرض بكافة لغاتهم".

(عمل للفنانة تمام الأكحل، من المعرض)
(عمل للفنانة تمام الأكحل، من المعرض)

بالتزامن مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، انطلقت الدورة العاشرة من المعرض الذي يقام هذه المرة افتراضياً بسبب إغلاق المراكز الثقافية في عمّان مع انتشار فيروس "كوفيد -19"، ويشارك فيه حوالي ستّة وثمانين فناناً وفنانة من مختلف أنحاء العالم العربي.

تتفاوت مستوى الأعمال المعروضة فنياً وبصرياً؛ حيث تحضر مساهمات لفنانين مكرّسين في تجاربهم، إلى جانب مشاركات أقل مستوى، لكن ذلك ينسجم مع طبيعة المعرض الذي يهتمّ بمضمون ما يقدّمه، ورسالته التي يسعى إلى إيصالها، ويلخّصها التقديم بمقولة "لأن فلسطين تستحق منا رسم حكايتها واستذكار ماضيها وعيش حاضرها واستشراف مستقبلها".

(عمل للفنان عبد الله أبو راشد، من المعرض)
(عمل للفنان عبد الله أبو راشد، من المعرض)

تشارك في المعرض الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل التي ارتبطت تجربتها بزوجها الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط (1930 - 2006)، حيث تركّز في أعمالها على واقع اللجوء ضمن واقعية تسجيلية تنزع نحو التعبيرية والرمزية، كما توظّف التعبيرات الشعبية من طقوس وأزياء وعادات ومعمار لم يغب عن لوحتها.

كما تحضر أعمال الفنّان والناقد الفلسطيني السوري عبد الله أبو راشد (1951 - 2019)، والتي استخدم فيها طباعة بالأحبار تصوّر مجموعة من الفلسطينين خلف جدار الفصل العنصري، مع التذكير بدوره في توثيق الفن التشكيلي الفلسطيني في مجموعة مؤلفاّت منها "فنّ التصوير الفلسطينيّ: حواريات الأرض، التراث، القدس، المقاومة، الانتفاضة" (2007).

(معرض للفنان غازي انعيم، من المعرض)
(معرض للفنان غازي انعيم، من المعرض)

ويقدّم الفنان التونسي سامي القليبي منحوتة بعنوان "من الأنقاض نعرج" والتي يعيد فيها تدوير مواد من الحديد، والفنان الجزائري عبد الغني ظافري بعملٍ يجسد رجلاً برفقة ابنه من دون أن تظهر ملامحهما وسط فضاء يحيل إلى الانتظار تعكسه كثافة اللون وعمق المشهد خلفهما، إلى جانب عمل للفنانة العراقية كفاح فاضل آل شبيب يبرز امرأة تمدّ ذراعها التي تستقر عليها بيوت القدس وقبة الصخرة، فيما تقبض راحة يدها على غصن زيتون أخضر.

من بين المشاركين أيضاً: فاطمة الباء ويحيى المهزوز من المغرب، وأسامة سلامة من مصر، ومنذر شرابي وسرور علواني من سورية، وإيمان بن إبراهيم وهالة الهذيلي من تونس، وسعيد العلوي من عُمان، وطالب الدويك وغازي انعيم ومحمد أبو عزيز ورائد قطناني وعمر البدور ومحمد الدغليس ومحمد أبو عفيفة وإبراهيم الخطيب وكمال أبو حلاوة من الأردن.
 

المساهمون