في عام 1997، أُطلقت ليلة طويلة للمتاحف في مدينة برلين، حيث ظلّت هذه المنشآت الثقافية مفتوحة إلى ساعة متأخّرة من الليل، ليتكرّس هذا التقليد في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى منذ سنة 2005، في محاولة لتقريب الجمهور الواسع من الثقافة المتحفية.
ليلة المتاحف التي تقام في الأسبوع الثالث من شهر أيار/ مايو في كلّ عام، انتقلت إلى أمكنة عديدة حول العالم ضمن برامج متنوعة، لكنها تقوم أساساً على إتاحة مقتنيات كل متحف للعرض المجّاني خلال فترة المساء، كما تكون مقتنيات المعرض متاحة أيضاً رقمياً عبر جولات افتراضية منظّمة يشرف عليها متخصصون.
تونس من بين البلدان العربية التي تبّنت هذه التظاهرة، حيث أعلن "المعهد الوطني للتراث" و"وكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافيّة" فتح خمسة عشر متحفاً في أنحاء البلاد بصفة استثنائية مجّاناً طيلة هذا المساء، مساء الأربعاء، تزامناً مع اليوم العالمي للمتاحف الذي يحتفل به في الثامن عشر من أيار/ مايو.
اليوم الذي أقرّه المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) بالتعاون "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونسكو) منذ عام 1977، اختار هذا العام التأكيد على دور المتحف في تحقيق أهداف الاستدامة، وقدرته على التجديد والابتكار الرقمي، وتوفير فرص تعلّم دائمة لبناء المجتمعات.
ويتيح المعهد والوكالة زيارة عدد من المتاحف التونسية "لاكتشاف المجموعات المتحفيّة المعروضة للذين تعذر عليهم زيارتها خلال الأوقات العادية"، بحسب البيان الذي صدر عنهما أوّل أمس الإثنين، وتوزّعت الزيارات المجانية على "المتحف الأثري بأوتيك" في مدينة بنزرت، و"المتحف المسيحي المبكّر" في مدينة قرطاج، و"المتحف الأثري" في مدينة نابل، و"المتحف الأثري" بموقع كركوان في الجنوب التونسي.
إلى جانب "متحف النفيضة" في شمال شرق تونس العاصمة، و"المتحف الأثري" في مدينة سوسة، و"متحف المهدية"، و"المتحف الأثري" في مدينة الجمّ، و"متحف الحبيب بورقيبة" في مدينة المنستير، و"متحف رباط المنستير"، و"متحف المكنين"، و"متحف سيدي عمر عبادة" في مدينة القيروان، و"المتحف الأثري" بمدينة سبيطلة في ولاية القصرين، و"متحف جزيرة جربة للتراث التقليدي"، و"متحف الصّحراء" في مدينة دوز.