منذ قيام "غاليري المرخية" في الدوحة بإطلاقه عام 2017 ومعرض "منمنمات" يراهن على تقديم آخر أعمال عدد من الفنانين القطريين والعرب المقيمين في قطر انطلاقاً من معيار بسيط، ليس غريباً على تاريخ التشكيل العربي والإسلامي بشكل عام: أن تكون اللوحات بحجم صغير، وتحديداً ألا تتجاوز مساحة 50 سم × 50 سم. ولعلّ نجاح الرهان خلال الدورات الماضية هو الذي أسبغ على المشروع اسم "50 × 50" حين يجري الحديث عنه.
أمس، عاد المعرض بنسخة جديدة، هي السادسة له، في "غاليري المرخية" بحيّ كتارا، حيث تتواصل فعالياته حتى الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بمشاركة ثمانية فنانين، هم: أميرة العجي، وأسماء المناعي، وبثينة المفتاح، وفهد المعاضيد، وفاطمة الرميحي، وحيان منور، وخليفة العبيدلي، ومسعود البلوشي.
تتنوّع اشتغالات الفنانين المشاركين من حيث الأساليب والموضوعات المُتناوَلة، كما تبدو أعمال كلّ واحد من الفنانين والفنانات المشاركين وكأنها تشكّل سلسلةً أو تنويعات على المشهد أو اللحظة الفنية نفسها، بحيث تجري استعادة الألوان وتقنيات الرسم أو التشكيل أو الطباعة في كلّ واحد من الأعمال المعروضة، بما يميّز كلّ فنان عن الآخر ويخلق له عالماً خاصّاً داخل المعرض المشترك.
ففي سلسلة الأعمال التي يقدّمها خليفة العبيدلي تحت عنوان "حديقة والدي"، نجد أنفسنا أمام طباعة لأغصان أشجار ونباتات باستخدامة تقنية السيناتو الطباعية، والتي تُعطي تنويعاتٍ من الأزرق والأبيض الصامتَيْن، في حين تميل أميرة العجي، في سلسلتها "أشكال غامضة"، إلى استخدام مواد مختلفة لتقديم تكوينات بيضوية رمادية على الورق.
أمّا فهد المعاضيد فيقدّم رسومات بالحبر على ورق تصوّر أحصنةً مأخوذةً في غمرة حركتها، بينما يصوّر مسعود البلوشي لحظاتٍ وعناصر من البيئة القطرية، حيث يقدّم تضاريس أو بورتريهات، في حين تقدّم أسماء المناعي تنويعات بمواد مختلطة على ورق تصوّر قطعَ مال ورقية.
وينحو حيان منور في أعماله إلى الخروج من التكوينات الطبيعية للوجوه التي يقدّمها ضمن "شذرات"، بما فيه اقترابٌ من التكعيبيين وأبحاثهم، وتقدّم بثينة المفتاح سلسلةً من الأعمال التي تجمع، على الورق، بين أشكال وخطوط وحروف، فيما تجمع فاطمة الرميحي، في سلسلة أعمالها، بين بورتريهات أو وجوه، إلى جانب تنويع بأكثر من لون على أكوام من الحجارة، مستخدمةً ألواناً زيتية على قماش.