لا يبدو أن موسم الصيف الثقافي، في فرنسا، سيكون شبيهاً هذا العام بذلك الذي عرفته البلاد العام الماضي. كما أنّ الجمهور لن يعيش التجربة ذاتها، حيث التأخّر في تثبيت مواعيد الفعاليات والمهرجانات الكبرى، قبل إلغائها في الساعات أو الأيام الأخيرة، تحت وقع المخاوف الصحّية وتدابير التباعد الاجتماعي للوقاية من انتشار فيروس كورونا. تحسُّن الظروف الصحية يعد بصيف ثقافي أكثر "اعتياديةً".
بعد "كان" السينمائي، الذي أكّد إقامة دورته الرابعة والسبعين بين السادس والسابع عشر من تموز/ يوليو المقبل، كاشفاً الستار عن جزء من برنامجه والأفلام المشاركة فيه، جاء الدور على "مهرجان أفينيون" المسرحي، أحد أكبر مواعيد الفن الرابع في أوروبا، ليُعلن برنامج دورته الخامسة والخمسين، التي جرى إلغاؤها العام الماضي، والتي من المنتظر إقامتها في المدينة الفرنسية الجنوبية التي يحمل اسمها بين الخامس والخامس والعشرين من تموز/ يوليو.
تشمل النسخة الرسمية من المهرجان أكثر من خمسين عرضاً، تحمل في أغلبها توقيع فنانين فرنسيين، مع حضور لأعمال من البرتغال واليونان وبلجيكا وإسبانيا وجنوب أفريقيا والسويد والبرازيل وغيرها من البلدان. وإلى جانب هذا البرنامج، يحضر أكثر من ألف عرض مسرحي وراقص ضمن البرنامج الموازي أو البديل، والذي كثيراً ما يكشف للجمهور عن عروض وأسماء تسرق الأضواء من النسخة الرسمية.
من أبرز الأعمال المنتظَرة في النسخة الرسمية من هذه الدورة استعادةُ المخرج البرتغالي تياغو رودريغز لمسرحية أنطون تشيخوف، "بُستان الكرز"، وهو العمل الذي يُفتتح به المهرجان في باحة الشرف بقصر الباباوات في المدينة. وما يمنح هذا العمل أضواء إضافية قيامُ الممثلّة الفرنسية المعروفة، إيزابيل أوبير، بدور البطولة فيه، حيث تؤدي شخصية ليوبوف أندراييفنا رانيفسكايا، مالكة الأرض التي تدور المسرحية حول مسألة بيعها.
كذلك يحضر عمل المخرجة البرازيلية كريستيان جاتاهي، "بين منزلتين"، والذي تُحاور فيه فيلم "دوغ فيل" للمخرج السينمائي الدنماركي لارس فون ترير، مُساءلةً قضية العلاقة بالآخرين، واستقبال الغريب (أو عدم استقباله). ومن الأعمال المنتظرة أيضاً "حبر" لليوناني ديميتريس بابايوانو، و"آخر ليالي العالَم" للبلجيكي فابريس مورجيا، وكذلك "مملكة" للبلجيكية آن سيسيل فاندالم.
عربياً، تحضر في البرنامج الرسمي مسرحية "المتحف"، للمخرج الفلسطيني بشار مُرقص، الذي يجمع، على خشبة معتمة وفي سينوغرافيا مغلقة، رجلاً ينتظر لحظة إعدامه بعد ارتكابه عملية إرهابية في أحد المسارح، والمحقّق الذي يستجوبه ويستمع إلى ادّعاءاته الأخيرة. عبر الحوار بين الرجلين، يحاول العمل تفكيك مسألة العنف وجذوره.