خلال أيام الثورة في تونس، بين 17 كانون الثاني/ ديسمبر و14 كانون الثاني / يناير، ظهرت شخصية "القطّ ويليس" على شبكات التواصل الاجتماعي ضمن سلسلة تعليقات على الوضع في تونس كانت تنجزها الرسّامة نادية خياري، وتنتقد من خلالها القمع الذي كان زين العابدين نظام بن علي يدير به الأزمة الاجتماعية والسياسية التي كانت تهزّ البلاد.
على مسافة عشر سنوات من ظهوره ومن أحداث 2011، بات ويليس أحد أيقونات الثورة التونسية، وقد واصلت خياري الاشتغال عليه أبعد من وسائل التواصل الاجتماعي، فظهر في غرافيتي في تونس العاصمة، كما ظهر في روايات مصوّرة أنجزتها خياري، كما أنّ الشهرة التي حقّقتها الرسّامة التونسية أثناء الثورة مكّنتها من نشر رسوماتها في عدد من الصحف العالمية.
منذ الخميس الماضي، يحتضن "بيت رسومات الصحافة" في مدينة مورج السويسرية معرض "ويليس: من تونس"، وفيه تجمع خياري مجموعة من رسومات قطّها المتخيّل لتعيد تركيب مشهد بلدٍ تغيّرت ملامحه بشكل جذري على إثر التحوّلات والتقلّبات التي عاشها منذ إسقاط بن علي.
يقوم المعرض الذي يتواصل حتى 16 أيار/ مايو المقبل على استعارة "إخراج المخالب" التي تُعرف بها القطط لفهم تاريخ تونس الحديث. فكما أنّ القط ويليس أخرج مخالب السخرية، كذلك فعل رسّامو الكاريكاتير والروائيون والسينمائيون والمسرحيون وغيرهم، ومثلهم المتشدّدون الدينيون والنقابيون والسياسيون بمختلف تلويناتهم الحزبية. وفي المحصلة تبدو تونس كميدان صراع صاخب، لا يزال للقطّ ويليس ما يقوله فيه.