آيا كواتو.. العالم كما يراه الدماغ

23 ديسمبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

في أطروحة الدكتوراه التي تعدّها، تتناول آيا كواتو مسألة "التحكم وغير المنضبط" الذي يستند إلى تجربتها الفنية من خلال لوحات تجريدية تقوم على مفهوم النظام الشبكي، والتي تمزج فيها بين معرفتها بأعمال النسيج اليابانية التقليدية، والتي درستها، وبين أحدث التطورات في علم الأعصاب.

تأثرت الفنانة اليابانية بعمل والدها، جراح الأعصاب، وتسعى جاهدة لتمثيل العالم كما يراه الدماغ، حيث تنشئ سلسلة أعمال هندسية تجتمع فيها الحرف التقليدية بمنظور حديث يستمد تكوينه من تطوّرات العلم المعاصر، كما تقدّمه في معرضها "قل لي ماتراه" الذي افتتح الأحد الماضي في "غالير بيير إيف كاير" بباريس ويتواصل حتى السابع والعشرين من شباط/ فبراير المقبل.

يشير بيان المنظّمين إلى أن كواتو "لا تدرس أبحاث علم الأعصاب حول الأنماط التي يستخدمها الدماغ لتحليل العالم فحسب، بل تدرس أيضاً الآليات الداخلية للأفكار والأحلام والتجارب العقلية من أجل وضعها في صور، حيث يتم إعادة تكوين هذه الصور من خلال عملية تسمى إعادة بناء الصورة المرئية".

(من المعرض)
(من المعرض)

تظهر أعمال بشكل يشبه بيانات تخطيط الدماغ لكنها ملوّنة، حيث تتراءى شبكات من الألوان بمستويات متعدّدة متعامدة فوق بعضها بعضاً، بخلفيات بيضاء أو رمادية وتأتي الخطوط أفقية وعمودية بألوان متنوّعة منها الأسود والبني والأصفر والأخضر والأحمر.

وقامت كواتو بشكل متوازٍ بدراسة تقنيات النسيج الهندي الذي يسمى في الهند أيكات، وعندما انتقل إلى اليابان أخذ اسم كاسوري حيث تتمّ صباغة الخيوط قبل نسجها من خلال توقع أين سيكون موضع هذه الأجزاء المصبوغة في وقت النسيج، ومن المعروف أنه من المستحيل الحصول على أنماط مثالية، لكن هذه التقنية توضّح تماماً مفهوم الخضوع للرقابة غير المنضبطة الذي تقدّمه الفنانة ممارسةً وتنظيراً.

وتعود في أعمالها إلى تقليد تمّ تطويره في جزيرة أوشيما اليابانية حيث يتم من خلاله تجاوز العيوب المحتمل ظهورها بطريقة تمنحها جمالاً مضافاً، حيث تقوم كواتو بنسج قمش من خطوط أفقية ورأسية بعرض خمسة مليمترات فقط لتكوين شبكة معقدة تخلق إثارة عصبية عند مشاهدتها.

تستكشف كواتو في معرضها الحالي طرقاً مختلفة لدمج أساليب العمل الرقمية والتناظرية، ومنها لوحات كبيرة الحجم، وأخرى مستمدّة من تجارب الارتجاع العصبي عند رؤية الأشياء موضوعة بين مرآتين مستويتين متوازيتين.

المساهمون