"لقاء" عنوان المعرض الذي يجمع الفنانيْن المصرييْن جمال أبو مصطفى وإبراهيم البريدي في "قاعة صلاح طاهر" بدار الأوبرا المصرية في القاهرة، ويُفتتح عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الخميس ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
يضمّ المعرض حوالي أربعين عملاً فنياً، منفّذة بتقنيات متنوعة مثل الرسم الممزوج بالخيوط وقطع من الأقمشة الملونة وغيرها من الوسائط بما يلائم الثيمة الأساسية التي يشترك فيها التشكيليان وتتصل بالطقوس والعادات والتقاليد وتفاصيل الحياة اليومية في الحي الشعبي المصري.
يأتي أبو مصطفى من تجربة طويلة في الخط العربي حيث أقام العديد من المعارض السابقة، وقدّم خلالها نماذج من خطوط الكوفي والديواني والرقعة والنسخ باعتبارها عنصراً في اللوحة التي تتميّز بحس تشكيلي وأداء لوني.
في المعرض الحالي، يرسم عدّة لوحات بأسلوب تعبيري بحيث يظهر العديد من القباب والمباني التراثية بأقواسها، وخلفها تتشكّل كتابات بكتل مختلفة، مع اهتمام واضح باللون حيث تأخذ كل كتلة لوناً معيناً، تغلب عليها الألوان الزاهية المشرقة.
أما البريدي فيمزج بين التشكيل ورسم الكاريكاتير، وهو يتعامل مع خامات متعدّدة على سطح اللوحة خاصةً قصاصات القماش والخيوط الملوّنة، والتي يستند فيها بالأساس إلى الألعاب الشعبية التي تصنّع بالطريقة ذاتها، ضمن تنويعات كثيرة كالقماش على الخيش وقماش التيل، مع إضافة أدوات أو أجزاء منها مثل الرقّ والمنخل والغربال والحصيرة للرسم عليها، ومواد تستخدم عادة في صناعة الدمى.
وتتضمّن أعماله أيضاً عرائس بألوان زاهية يقدّمها بطريقة أطلق عليها اسم "المرج خيط"، وهي تعتمد على إظهار الخيوط وليس إخفاءها، في محاكاة لطريقة نسج الخيام، ويركّز في المضامين على الحركة والسكون والانفعال الطفولي في اللعب وكذلك على العلاقة بين الأم وأطفالها، كما تصوّر أعمال أخرى حياة القرية حيث تظهر البيوت الريفية والترعة ومراكب الصيد الصغيرة وأشجار النخيل وأبراج الحمام. وبالضرورة ثمة أطفال يلعبون ويمرحون في الحقل وعلى الأرجوحة.
يذهب البريدي نحو لغة رمزية أحياناً حين يوظّف السمك أو القط في لوحاته، وكذلك تأخذ الطبيعة الصامتة والزهور جانباً من تجربته، إلى جانب لوحات سابقة صوّر خلالها واقع مدينة القدس حيث ثبّت مفاتيح قديمة على كل لوحة وكأنها نبوءة لتحرير المدينة عمّا قريب.