وحدة
خوفاً من الوحدة،
احتفظ فتى قروي بجدجدٍ تحت وسادته.
عندما كبر وعملَ في مدينة،
اشترى ساعة يدٍ ذات وجه لامع.
في صغره كان يغار من
العشب فوق الضريح-كان بيتاً للجداجد.
الآن هو ميّت منذ ثلاث ساعات؛
ساعته تواصل التكتكة.
■ ■ ■
دخول الحلم
تخيّل أنكّ معتلّ قليلاً (في ظهيرة خريفية)،
تنظرُ إلى السماء الرمادية وظلال الأشجار المبعثرة على أفاريز النوافذ،
تتكئ على وسادة تركها رجلٌ سافر إلى بلاد بعيدة،
تفكّر في البحيرات والتلال المغبّشة، التي لا تُرى على الوسادة،
كأنها كانت أثر صديق قديم تلاشى في الريح،
كأنها كانت أشياء من ماضٍ كُتب على ورقٍ باهتٍ-
بقايا تاريخٍ ظاهر تحت مصباح
في كتاب أصفرّتْ أوراقه، قبالة رجل عجوز.
ألن تضيع في الحلم؟
القمر يُزيّن نافذتكَ؛ أنت تُزيّن حلمَ شخصٍ آخر
■ ■ ■
شذرة
تقفُ على جسرٍ مستمتعاً بالمنظر؛
أحدهم يراقبك من شرفة.
القمر يُزيّن نافذتكَ؛
أنت تُزيّن حلم شخص آخر.
■ ■ ■
محطة قطار
"اسحبه، اسحبه"-من أعماق حُلمي
قطار آخر يأتي. هذا هو واقع الحال.
القدامى المنسيّون ينتحبون قرب النهر على ارتفاع المدّ؛
وأنا في محطة القطار أقفُ كلوحة إعلان.
يا فتىً، استمع إلى النحلة تزنّ داخل النافذة،
كي تزخرفَ حقيقة حياتي، ثبّتْ فراشة حيّة على الحائط.
هل:
السريرُ القديم الذي طقطق ذات مرّة،
الزلازل الصغيرة التي هزّت أحلامي ذات مرّة،
دقات قلبي النابض-
تبلبلُ وجدان القطار الآن؟
متى صرتُ أرغب في أن أكون محطة للأحلام!
■ ■ ■
طيور مهاجرة
كم فناء، كم قطعة من سماء زرقاء؟
اقسموها بينكم، فأنا مغادرٌ.
دعوا الحمامات ذوات البطون البيضاء تحوّم في الأعالى ثلاث مرّات-
أجراس العير بعيدة. انصتوا.
أرمي إليكم لعبة يو يو لتبقيكم، اُطلقُ طيارة ورقية لأربطكم،
أُرسلُ نسراً، سنونة، وديكاً، جميعها من ورقٍ،
إلى السماء-لتحيّة البطّ البرّي القادم من الجنوب؟
هل أنا لعبة لطفلٍ ما؟
* ترجمة عن الإنكليزية: عاشور الطويبي
بطاقة
بيان زيلين (Bian Zhilin) شاعر ومترجم وأكاديمي صيني، ولد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 1910، ورحل في كانون الأول/ ديسمبر عام 2000. ترجم أعمالاً من الشعر الفرنسي وعدداً من مسرحيات شكسبير إلى الصينية. عاش التحوّلات الكبرى في الصين والعالم، قرأ الأدب الأوروبي وترجمه، لكنه كتب بروح الصين الحديثة.