توجّهت الفنانة النمساوية أولريكه كوب (1959) إلى تصوير الحياة الساكنة بعد تلقيها تدريباً متخصصاً في المكسيك والولايات المتحدة، حيث أقامت العديد من المعارض حول الطعام مزجت فيها بين التصوير والأعمال التركيبية، كما اهتمّت ببقايا الأطعمة وطرق التخلّص منها.
تميل إلى الأبيض والأسود غالباً في معظم مشاريعها الفوتوغرافية، مع تركيز على التفاصيل وعلاقة الألوان والضوء، وأسلوب خاص عبّرت عنه في أعمالها الفنية بالإضافة إلى كتبها التي وثّقت العديد من المشاريع، إلى جانب تأسيسها مجلة ومطبوعات متخصصة في الصورة.
حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل معرض كوب الذي يحمل عنوان "قَلِّل/ أعد الاستخدام/ أعد التدوير" الذي افتتح في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان مساء الجمعة الفائت، ويضمّ صوراً تنتمي إلى مشروعها الجديد.
يقام المعرض ضمن فعاليات الدورة العاشرة من "مهرجان الصورة"، الذي تنظّمه "دارة التصوير" ويشتمل على واحد وعشرين معرضاً فردياً وجماعياً، بالإضافة إلى عدد من ورشات العمل المتخصّصة، ولقاءات وجلسات نقاشية مع المصوّرين والفنانين المشاركين.
من خلال مشروعِها "قَلِّل/ أعد الاستخدام/ أعد التدوير"، خلقت أولريكه كوب "صوراً جذابة مكونة من الأطعمة وبقايا الطعام ومواد التعبئة والتغليف (بالأخص البلاستيك) والأشياء التي يتم التخلص منها دون مبالاة، حيث تشكل هذه المجموعة تذكيراً واضحاً بطريقتها لرفع مستوى الوعي بشأن مشكلة النفايات العالمية والتهديد المحيط بالبيئة"، بحسب بيان المعرض.
وتقوم فكرة كوب الأساسية على أن الطبيعة بحدّ ذاتها لا تنتج النفايات ولكن تقوم بالتدوير تلقائيا، وأن النظام المتجدد للاقتصاد الدائري يأخذ الطبيعة كمثال ويحاول أن يحقق استخدامات متعددة واستدامة محددة وفعّالة لاستخدام المواد الخام وتجنب أو تقليل أو الحدّ من النفايات وانبعاثاتها.
وتوظّف الفنانة النمساوية الفوتوغراف لأهداف الحفاظ على البيئة من خلال الدعوة إلى استخدام وإعادة استخدام وإصلاح وتمرير ومشاركة المواد المتوفرة من حولنا كالأدوات والملابس وغيرها وبالحد الأقصى، مما يعني تغيير نمط استهلاكنا بشكل تدريجي وفي أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق مصلحة أجيال المستقبل.
يُذكر أن المشروع ذاته تُعرض مجموعات فوتوغرافية منه في "مهرجان هلسنكي للصور"، الذي افتتح في الثالث من الشهر الماضي ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.