بعد عرض مسرحية "المتجوّل"، من تأليف وإخراج إسماعيل إبراهيم عند السادسة من مساء السبت الماضي، في "معهد الفنون المسرحية" بالقاهرة، سيعاد تقديمها مساء السبت المقبل ضمن "مسابقة إبداع" التي تنظّمها وزارة الشباب المصرية.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، أشار المخرج إسماعيل إبراهيم إلى أنّ فكرة المسرحية تستند إلى قصّة وضعها الكاتب المسرحي الفرنسي موليير في بدايات شبابه، وكان اسمه الحقيقي جون باتيست بوكلان، حيث ذهب إلى فرقة مسرحية ترأسها مادلين ديغار يطلب الانضمام إليها ويخبره أعضاءها بأنه بفكّر أيضاً بتأسيس فرقة خاصة به، وكانت الفرقة تقوم ببروفات لمسرحية "ليدي ماكبث" عن نص وليام شكسبير، فنال حظَّه من السخرية بسبب رغبته إنشاء فرقة جديدة في وقت كانت الكنيسة في فرنسا تطارد المسرحيين وتلاحقهم.
المسرحية، التي تُعرض السبت المقبل، تتناول سيرة الكاتب المسرحي الفرنسي موليير
أوضح إبراهيم أن "موليير كان يعاني مشكلةً أكثر إلحاحاً عليه، تتعلّق برفض والده اشتغالَه في المسرح، اعتقاداً منه أن مهمّة الممثّل هي إضحاك الناس، ما ينتقص من قيمته ومكانته الاجتماعية، بحسب يقدّمه مشهد ثانٍ تحدُث فيه مواجهةٌ بين الأب وابنه". ويضيف أن "موليير عقد العزم بعد ذلك على تأسيس فرقة مسرحية بعد أن تنازله لوالده عن ميراث أمه، وتغيير اسمه. انطلق في مشواره حيث عرض العديد من الأعمال التراجيدية لشكبير وكورنييه وغيرهما، لكنْ ستتراكم عليه الديون حتى يدخل بسببها السجن، وهناك يبيّن له أحد السجناء أن الجمهور كان يضحك إعجاباً بأدائه وليس العكس، وهنا لمعت لديه فكرة أن يقدّم أعمالاً كوميدية".
ولفت إبراهيم إلى أن موليير "سيتجول بعد ذلك بين الأقاليم الفرنسية بحثاً عن جمهور جديد ولكسب بعض المال، وابتعاداً عن الكنيسة التي أصبحت تهاجم عروضه. وفي الأثناء تتركه مادلين، التي وقع في حبّها ــ لكن غروره سيفرّقهما ــ وتسوء أحواله، فيدخل السجن من جديد، ويلتقي هناك السجين ذاته، الذي ينصحه بضرورة لقاء الملك، وهو ما يحدث فعلاً. يقدّم أمام الملك 'ارتجالات فرساي'، وتحظى فرقته بالشهرة، وتسير الأحداث حتّى يقرر الملك هدم مسرح موليير لضمّه إلى 'اللوفر'، فيعود للتجوّل في الأقاليم مرة ثانية".
تطرّق إبراهيم إلى تعرّض موليير للخيانة من قِبَل زوجته، ثم أدائه دوراً مرتجلاً يسخر من الملك، فيدخل السجن مرة ثالثة، ويتحدّث مع السجين نفسه عن حياته، وعن أقداره، ويعود إثر ذلك إلى المسرح بعد أن يتسامح مع الجميع، ويعرض مسرحيته الأخيرة: "المريض الوهمي" التي يرحل بعدها. ويشير إبراهيم إلى أنه اختار موليير كفنّان كوميدي عاش حياة في منتهى التراجيديا، وهذه المفارقة الأساسية التي يقوم عليه عمله.
العرض الذي حصد سبع جوائز في الدورة السابعة والثلاثين من "المهرجان العربي للمسرح/ زكي طليمات"، سيتمّ عرضه خلال شهر رمضان، كما بُرمجت له عروضٌ أخرى في "المركز الثقافي الفرنسي" وكذلك ضمن احتفالية بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية العام الجاري خلال آب/ أغسطس المقبل.
يشارك في التمثيل كلّ من نادر الجوهري، وعبد الباري سعد، ولقاء الصيرفي، ومينا نبيل، ومحمود بكر، وممدوح السعيد، ومنار حليم، ومحمد زلط، ورفيق أيوب، فيما تصمّم الديكور يمنى الشاذلي، والملابس أميرة صابر، والإضاءة محمود الحسيني، والمكياج أماني حافظ ومارلي.