في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين القضية الفلسطينية والدراسات السياسية والفلسفية والكتابة الأدبية والترجمة والرواية.
■ ■ ■
عن "منشورات فيرسو"، صدر كتاب "المختبر الفلسطيني: كيف تُصدّر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال حول العالم" للكاتب الأسترالي الألماني أنتوني لوينشتاين. يفصّل الكتاب كيف استخدم المجمّع الصناعي العسكري الإسرائيلي فلسطين المحتلّة على مدار أكثر من خمسين عاماً في اختبار للأسلحة وتكنولوجيا المراقبة التي يصدّرها لاحقاً إلى العالم، من برنامج "بيغاسوس" للتجسّس، والأسلحة التي بِيعت لجيش ميانمار وقُتل بها آلاف الروهينغا، إلى الطائرات بدون طيّار التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي لمراقبة المهاجرين في البحر المتوسط الذين تُركوا ليغرقوا.
بترجمة عبد العزيز العيادي، يصدر عن "دار الجمل" كتاب "الرأسمالية والفصام 2: ألف سطِيحة"، لجيل دولوز وفليكس غواتاري. من غلاف الكتاب نقرأ: "ماذا في الكتاب؟ فيه كسرٌ مُستمرٌّ للثنائيات والذهاب إلى الكثرة والتصيُّر والفرق، وهو ما تعبّر عنه كلّ سطيحاته، والسطيحة العاشرة تخصيصاً. فيه مواجهة للسببية الخطية وللغائية، فيه تأكيد للسطِيحة ضد الأوج، وتأكيد المحايثة في مواجهة التعالي، وفي ذلك تأكيد إتيقي للبهجة بالدلالة السبينوزية... في الكتاب تأكيد على الجذمور وليس الشجرة، وعلى الأفقي لا العمودي... على الكثرة والهامش وليس المركز".
"لستَ شاعراً في غرناطة" عنوان المختارات الشعرية التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللَّعبي من شعر الزميل الشاعر الفلسطيني نجوان درويش، وصدرت حديثاً عن منشورات "كاستور أسترال" Le Castor astral الباريسية. يقدّم اللَّعبي تجربة نجوان درويش من خلال مختارات من خمس مجموعات شعرية أصدرها بين 2018 و2022 وهي: "تَعِب المعلَّقون" و"كلّما اقتربت من عاصفة" و"لستَ شاعراً في غرناطة"، و"استيقظنا مرّةً في الجنّة"، و"كرسيّ على سور عكّا". في مقدمته، يكتب اللَّعبي: "بضع كلمات تكفي نجوان درويش ليكتب بيراع غاضب دراما الكائن الفلسطيني في حالاته الإنسانية".
جِئن من فلسطين في الستينيات، ونظّمن أنفسهن حول "اتحاد الطلاب الفلسطينيّين"، وقدّمن رواية مختلفة عن تلك التي فرضتها الدعاية الصهيونية، وأسّسن مُجتمعاً فلسطينياً متماسكاً في كتالونيا. وبعد سنوات، أنشأن ما يُعرف بـ"حركة التضامن مع فلسطين". إنهن ناشطات يعملن في مجموعات وتنظيمات ضدّ العنف، وهدفهنّ مشترك: الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعب الفلسطيني. هذه هي قصة كتاب "قرن من المقاومة الفلسطينية: قصص في التضامن والممارسات النشاطية"، الصادر عن دار "إكاريا" الإسبانية، للباحث النفساني الكتلاني تشوس بلانكو فيرناندز.
صدر عن "مؤسسة شمس للنشر والإعلام" كتاب "صورة البطل في قصص أطفال فلسطين" للباحثة الفلسطينية وفاء شاهر داري. تستعرض المؤلّفة أدب الطفل في فلسطين عامّة ومراحل تطوّره وانعكاساته على مفهوم البطولة، كما تدرس المحاور والمضامين للبطولة في قصص الأطفال، وصورة البطل المُقاوِم في تمثّلاتها المتعدّدة التي تُظهر الرجل في ميدان الصراع مع المحتل، ولا تغفل صور المقاومة لدى الطفل والمرأة، إلى جانب صور البطل الشهيد الذي أصبح نموذجاً مكرّساً في العديد من الأعمال الأدبية المعاصرة، ورصد تأثير هذه المفاهيم والصور لدى المتلقّي.
تاريخ النضال الفلسطيني محاط بالغموض في الغرب بسبب دعاية الحركة الصهيونية التي تسيطر على المنابر الإعلامية. يتعمّق الباحث الإسباني خورخي راموس تولوسا في كتابه "تاريخ معاصر للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي" الصادر عن دار "كتاراتا" الإسبانية في سرد الأحداث منذ بداية الاستيطان الصهيوني نهاية القرن التاسع عشر، حتى عهد المجرم نتنياهو، مُبيّناً جملة حقائق استعمارية عن هذا الكيان. كما يعرض رؤية موضوعية للإنسان الفلسطيني بعيداً عن "الكليشيهات"، ويتناول تنظيمات المقاومة الفلسطينية والدّور المُهمّ للمرأة في صمود الشعب الفلسطيني.
عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "الحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية: الإسلام السياسي في مصر وتونس والمغرب" للباحث محمد رمضان بشندي. يدرس العملُ أحزاباً نشأت من حركات اجتماعية؛ وهي: "الحرية والعدالة" المصري و"النهضة" التونسي و"العدالة والتنمية" المغربي، مُتناولاً أسباب تباين مآلاتها رغم تشابهها أيديولوجياً ومن حيث طريقة نشأتها واشتراكها في علاقة صراعية مع النظم السياسية، كما يُحاول تبيان العوامل التي تدفع الحركات الاجتماعية إلى إنشاء أحزاب سياسية، وأثر ذلك في قدرة تلك الأحزاب على التطور المؤسَّسي.
"أجنحة آدم" عنوان القصة المُوجَّهة للأطفال بين 7 و9 أعوام، الصادرة عن "دار الساقي" للكاتب والمترجم السوري رامي الطويل، ووقّعت غلافها ورسوماتها الداخلية الفنّانة الإيطالية ساندرا كاليفي. من أجواء القصة نقرأ: "بعد عدّة محاولاتٍ فاشلة، استطعتُ أخيراً أن أُمسِكَ بفراشةٍ صفراء. المفاجأة كانَت حينَ فتحتُ كفّي: لم تكن الفراشةُ تتحرّك. بدت كأنّها...". يُعدّ الكتاب ثاني عمل يُخصّصه الطويل للأطفال بعد "لستُ وحيداً" (2021). إلى جانب ذلك، صدر له في الرواية: "قبعة بيتهوفن" (2021)، و"حيوات ناقصة" (2018)، و"قبل أن تبرد القهوة" (2016).
بترجمة بسام البزاز، تصدر هذه الأيام عن دارَي "سرد" و"ممدوح عدوان" رواية "أنا الأعلى" للكاتب الباراغواياني أوغستو روا باستوس (1917 - 2005). المقصود بـ"الأعلى" هو خوسيه غاسبار دي فرانثيا الذي حكم باراغواي بقبضة حديدية لما يقرب من ثلاثة عقود بين 1814 و1840. يريد دي فرانثيا أن يكون الصوتَ الوحيد الذي يُسمع في بلده وأن يتّبع رعاياه كلّهم المسار الذي حدّده، لكنّه يستيقظ ذات صباح فيجد مرسوماً موقَّعاً باسمه عُلّق على باب الكاتدرائية، يطلب فيه من شعبه تعليق رأسه بعد موته على رمح في الساحة العامة ويدعوهم إلى قتل كلّ معاونيه.
"ثمانية عشر يوماً في أكتوبر: حرب يوم الغفران وكيف خلقت الشرق الأوسط الحديث" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات سانت مارتينز" للباحث الأميركي أوري كوفمان. يقدّم الكتاب كيف تحوّلت حرب تشرين الأول/ أكتوبر لانتصار محوري لـ"إسرائيل" بعد أن كاد جيشها يُهزم، إثر تعرّضه إلى صدمة كبرى غير متوقّعة خاصة على الجبهة المصرية. كما تسبّبت الحرب بمواجهة خطيرة بين القوى العظمى، إضافة لحظر البترول العربي عن الغرب، لكن التغيرات على الأرض لاحقاً قادت إلى توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" التي ضمنت التفوّق العسكري والسياسي لدولة الاحتلال.
عن "المرايا للنشر والتوزيع" صدرت الطبعة العربية من رواية "على حافة العالم"، للكاتب الروسي نيقولاي ليسكوف (1831 - 1895)، بتوقيع المترجم المصري يوسف نبيل. يتناول ليسكوف في عمله هذا حكايةً قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنّه يعرض، من خلالها، فهماً عميقاً ومُتسامحاً عن الإيمان، والكيفيات التي يتجلّى فيها بين الناس. تكتسب الرواية أهمّيتها من اعتبار النقّاد أن كاتبها قدّم نموذجاً خاصاً عن روسيا وأدبها، بناءً على معرفته بطبقات الشعب المختلفة، الأمر الذي يضعه في ذات السويّة مع أبرز الأدباء الروس كدوستويفسكي وتشيخوف.