استمع إلى الملخص
- كتاب "تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس" يسلط الضوء على دور التعليم في فلسطين خلال الاستعمار البريطاني، بينما "نهاية الإمبراطورية الإسبانية في أميركا" يروي تفكك إمبراطورية إسبانيا في القرن التاسع عشر.
- "سياسة القوّة" يتناول القوة والسياسة الدولية عبر التاريخ، مقدمًا نظرة عميقة على الجدل الفكري بين المدارس السياسية، موفرًا للقارئ العربي فرصة لاستكشاف آفاق جديدة في عالم الكتب.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على فلسطين من زوايا الدراسات التاريخية والاجتماعية والسينما، كما تشمل مؤلّفات في السياسة والسيرة والنقد والترجمات.
■■■
"تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس"، عنوان كتاب للباحث الفلسطيني بشير عبد الغني بركات، صدر عن "دار النداء". يتناول العملُ تاريخ التعليم في بيت المقدس وفلسطين عموماً في العصر الحديث، ويُضيء الحالة السياسية التي فرضها الاستعمار البريطاني عبر أدواته الاستعمارية؛ ومن بينها التعليم الذي "جعل منه أداةً قوية لترسيخ أقدامه، وممهِّدةً لإنشاء الكيان الصهيوني". يورد الكتابُ ترجمات لأسماء أسهمت في الحركة التعليمية في بيت المقدس، ذاكراً الدور الإيجابي أو السلبي لبعضها في رفض إملاءات الاستعمارَين الإنكليزي والصهيوني أو قبولها.
يروي كتاب "نهاية الإمبراطورية الإسبانية في أميركا" للباحث الإسباني سيزارو ختارابو خوردان، الصادر عن دار "ألموزارا"، كيف كان القرن التاسع عشر مسرحاً لعملية جيوسياسية واستراتيجية كبيرة تدخّلت فيها عدّة عوامل، مثل المطامع الإنكليزية منذ القرن السادس عشر لزعزعة استقرار إسبانيا عبر الحروب الانفصالية في الأراضي الإسبانية في أميركا، مع التدريب المسبق لـ"المحررين" وتشكيل جيش الغزو الذاتي بأوامر من الإسبان الرئيسيين الذين خانوا إسبانيا لمصالح شخصية، ما أدّى، على حدّ تعبير المؤلّف، إلى "تفكيك أعظم الإمبراطوريات في التاريخ".
ضمن سلسلة "ترجمان"، صدرت عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" الطبعة العربية من كتاب "سياسة القوّة" للأكاديمي البريطاني مارتن وايت (1913 - 1972)، بتوقيع المُترجم الأردني عُمر سليم التل، الذي رحَل قبل صدور الترجمة الواقعة في 400 صفحة. حرّر الكتاب هدلي بُل وكارستن هولبراد، وتتركّز فصوله الأربعة والعشرون على بحث ظاهرتَي القوّة والسياسة الدولية وتأثيرهما في التاريخ الوسيط والحديث، كما يعرض للجدل الفكري بين مدارس السياسة الغربية: الواقعية والطوباوية والليبرالية والماركسية والإبستمولوجية والإنكليزية.
عن "منشورات جامعة ييل"، صدر كتاب "فان غوخ ونهاية الطبيعة" للناقد ومؤرّخ الفنّ مايكل لوبيل. يقدّم المؤلّف قراءة معاكسة للتصوّر السائد حول الفنان الهولندي (1853 - 1890) بأنه رسّام الطبيعة الماهر، حيث يرى أنّه لا يمكن فصل تجربته عن العصر الصناعي الحديث الذي عاش فيه، من مصانعه والسماء الملوّثة إلى مناجم الفحم وأعمال الغاز، وكيف اعتمد فنّه على النفايات والتلوثّ بوصفها موضوعات بارزة، وكذلك بالنسبة إلى الكثير من المواد نفسها التي استخدمها في تنفيذ لوحاته، ويربط خلاصاته هذه بتهديدات تغيّر المناخ والدمار البيئي اليوم.
"بلاغة السلطة: نحو مختبر تطبيقي في النثر السياسي العربي" عنوان كتاب للناقد الأردني غسّان إسماعيل عبد الخالق، صدر عن "الآن ناشرون وموزعون". يمثّل الكتاب اقتراحاً في تعريب مبحث البلاغة العربية الجديدة، ورفده بنموذج تطبيقي من الأدب العباسي، حيث يقدّم قراءة تحليلية في رسائل إبراهيم الصولي دفاعاً عن شرعية الدولة العباسية، وقراءة تفكيكية في كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ دفاعاً عن عروبة الدولة العباسية، وقراءة ثقافية في مقدّمة "أدب الكاتب" لابن قتيبة دفاعاً عن بلاغة الدولة نفسها، ومختارات من النثر العربي القديم.
وُلد محمد طربوش في بيت نتيف قرب الخليل إبّان الانتداب البريطاني لفلسطين. وعندما كان رضيعاً، هُجّر وعائلته من قريتهم مع جميع سكّانها إثر نكبة 1948 واجتياح العصابات الصهيونية البلاد، قبل أن يُغادر الشابّ منزله إلى الأردن ومنها نحو أوروبا حيث سيصبح مصرفيّاً دوليّاً بارزاً. يجمع كتاب المصرفيّ الراحل (1948 - 2022) "فلسطيني: المنفى المستحيل"، الصادر عن "هاوس ببلشنغ"، بتحرير ابنته ندى طربوش، بين المذكّرات الشخصية والتعليقات السياسية والاقتصادية حول مسارات القضية الفلسطينية وتقاطعاتها مع تاريخ المنطقة العربية الحديث.
"التراث الخَفي: الأسطورة السومرية والرواية الخليجية للسيرة الهلالية" عنوان كتاب الشاعر والباحث المصري فتحي عبد السميع (1963) الصادر عن "دار وعد". يتكوّن العمل من كتابين مُتداخِلين، ويبدأ بمقدّمة عن التراث الخفيّ الذي يتمّ نقله من مادّة تراثية قديمة إلى أُخرى أحدث منها، وبشكلٍ تختفي فيه ملامح المادّة الأولى أو تذوب في المادّة الجديدة، وتعيش بشكلٍ خفيّ في ظلّ مناخٍ سياسي وديني واجتماعي مختلف، وهنا يتساءل الباحث: هل حقّاً لا توجد رواية خليجية للسيرة الهلالية التي وقع الكثير من أحداثها في مناطق خليجية، أم أنّها رواية مفقودة؟
عن "دار طفرة"، صدر كتاب "السينما.. ذاكرة فلسطين" للكاتب المصري أشرف بيدس، وفيه يُضيء على 38 فيلماً سينمائياً تناولت القضيّة الفلسطينية من جوانبها المختلفة منذ النكبة وإلى اليوم، مُعتبراً أنّ أهمّيتها لا تكمن فقط في كونها "تُمثّل ذاكرةً خصبة للأحداث التي مرّت عبر عقود من الاحتلال، لكنّها أيضاً تُجيب عن أسئلة شائكة لدى جمهور كبير يجهل أبعاد القضية". تتوزّع الأفلام بين ما قدّمه مُخرجون فلسطينيّون داخل فلسطين وفي الشتات وما قدّمه مُخرجون عرب، وما أنتجته منظّماتٌ فلسطينية وما كان مستقلّاً، كما يفرد مساحة لحضور المرأة في السينما الفلسطينية.
كتاب "مواجهات السلطة: ترامب، بيزوس وواشنطن بوست" الصادر عن منشورات "Flatiron Books" هو مذكّرات الكاتب والصحافي الأميركي مارتن بارون بصفته مديراً لصحيفة "ذي واشنطن بوست"، حيث يروي فيه وجهة نظره حول تدهور الديمقراطية الأميركية في السنوات الأخيرة، وأهمّية ورقة المال والتوازن بينه وبين عالم السياسة. من بين الموضوعات التي يتناولها الكتاب: حرية التعبير، ومفهوم الحقيقة، وحياة السود، والضغوط التي يمارسها رجال الأعمال في صنع القرار السياسي، والتدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية، وترامب، وجيف بيزوس مؤسّس "أمازون".