إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من باب التصوير الفوتوغرافي، وعلى سورية من زاوية الدراسات الجندرية، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والأنثربولوجيا والسيرة.

■ ■ ■
 

"أثر الصورة: الفوتوغرافيا وتاريخ فلسطين المهمّش"، عنوان كتاب جماعي صدر عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" بترجمة سعود المولى. يستكشف العمل الألبومات الفوتوغرافية السبعة التي جمعها ونسّقها المقدسي واصف جوهرية (1904 - 1972)، وعنونها بـ"تاريخ فلسطين المصوَّر"، وتتضمّن قرابة تسعمئة صورة تُظهر بيئة فلسطين الثقافية والسياسية في الزمن العثماني المتأخّر وزمن الانتداب البريطاني. يعتبر مؤلّفو الكتاب، عصام نصّار واسطفان شيحا وسليم تماري، هذا الأرشيف نقطة تقاطع بين تاريخ التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي وتاريخ فلسطين الاجتماعي.
 

"رمنسة الذكورة في سورية البعثية: الجنس والهوية والأيديولوجيا، الهويات والجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط"، عنوان كتاب لرهف الدغلي، صدر عن "منشورات جامعة مانشستر". تُقدّم الباحثة السورية تحليلاً جديداً للمصادر المفاهيمية والخطوط الأيديولوجية لنظام الأسد، موثّقة افتتان البعثيّين بالأفكار الرومانسية و"العضلية" حول تصوّرهم عن الأُمَّة، الذي تأثّر بالفلسفة الاجتماعية الأوروبية في القرنين 18 و19، وتوضّح كيف ارتقت "القومية الرومانسية العضلية" إلى مستوى الهيمنة ثم تحطّمت بسبب العنف المتأصّل والتناقضات وعدم المساواة.
 

عن "البديل للنشر والتوزيع"، صدر للباحث المصري عمر عابدين كتابٌ بعنوان "المُوْل والكوخ: العمّال والغربة في الدوحة". يرى الباحث أنّ العاصمة القطرية "مصنع كبير" يستقبل عُمّالاً من جميع دول العالم، يُمثّلون البُنية التحتية وربما المجتمع غير المرئي فيها. يُقدّم الكتاب وجهات نظر هؤلاء المغتربين، جامعاً بين جوانب روائية وبحثية، وراصداً ممارسات العمّال والمغتربين وآرائهم حول السفر والمكان والوطن والمستقبل، حيث حمل بعضها سمة الارتباك، وبعضها كان متناقضاً مع تصميم المدينة الكبير، وبعضها يمرّ في عوالم متوازية.
 

بتوقيع المترجم السوري علاء بريك هنيدي، صدر عن "مركز دراسات الوحدة العربية" كتاب بعنوان "عصر التعايش: الإطار المسكوني وصناعة العالم العربي الحديث" للمؤرّخ الفلسطيني أسامة المقدسي. يشرح الكتاب كيف ظهرت ثقافة العيش المُشترك الحديثة في المشرق العربي في ظلّ الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر، واستمرت إلى ما بعد الدولة العثمانية، حين أخذت القوى الاستعمارية الأوروبية تسعى لاستغلال التنوّع الديني والعِرقي في المنطقة، بهدف إضعافها وتفكيكها، وبالتالي التحكّم في مصيرها ومستقبلها.
 

عبر كتاب "فنّ الطَّهي في الأندلس" الصادر عن دار "ألموزارا" الإسبانية، يأخذنا الباحث الإسباني فرانسيسكو دي بورخا غارسيا دوارتي في رحلة عبر نكهات الأندلس وأطعمتها وعبيرها، من موائد الأمراء والخلفاء التي تضمّنت وصفات معقّدة ومُكلِفة لا يمكن للعامّة تحمُّل نفقاتها، إلى مطابخ أهل الأندلس البسطاء، حيث يقدّم لنا الوصفات المخصّصة والأطباق البسيطة والشعبية والعديد من تقاليد الطهي في المطبخ الأندلسي، إضافة إلى تقاليد الموائد وطرق تحضيرها والحفاظ على الخضروات والمواد الغذائية، استناداً إلى رسائل ونصوص شعرية موثّقة وعلمية.
 

كانت الإمبراطورية العثمانية واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، ومن خلال تشكيل السياسة العالمية في القرن السادس عشر، ساهمت بشكل كبير في البنية السياسية للعالم اليوم، ورغم أنها اختفت من مسرح التاريخ، إلا أن آثارها لا تزال باقية. في كتابه "مختصر للجميع: التاريخ العثماني (1302 - 1922)"، الصادر عن "دار الحكمة" بترجمة آلاء جعفري، يستكمل الباحث التركي أرهان أفينجو عرضَ التاريخ العثماني بناءً على منهجية علمية، مستفيداً من الانتعاشة التي تشهدها الدراسات العثمانية على المستوى الأكاديمي منذ أكثر من خمسين عاماً.
 

تصدر هذه الأيام، عن "دار الشروق"، طبعة جديدة من كتاب "رؤى وذات" للكاتبة المصرية صافي ناز كاظم (1937)، والذي تروي فيه قصّتها منذ الطفولة وحتى ما بعد التقاعد، مستعيدةً تجربتها في الصحافة والكتابة، وعارضةً آراءها في الصحافة والفنون والكتابة والنقد والثقافة. تخصّص كاظم فصولاً من الكتاب، الذي صدرت طبعته الأُولى عام 2003، للحديث عن معالم في مدينة القاهرة، وأُخرى لشخصيات من الحياة الثقافية المصرية؛ مثل نجيب محفوظ وفتحي غانم ويوسف السباعي، وأُخرى لأعمال إبداعية لشعراء وكتّاب مصريّين وعرب وأجانب.
 

خلال العقد الأخير، كانت الولايات المتحدة منشغلة بتهديد الصين، خوفاً من أن "تأكل طعامهم"، على حد تعبير جو بايدن. هكذا صاغت أميركا سياستها الخارجية والداخلية للمساعدة في تقييد القوة العسكرية والنمو الاقتصادي للصين. يزعم كلٌّ من فان جاكسون ومايكل برينيس في كتابهما "خطر التنافس" الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة ييل" أن المنافسة بين القوى العظمى والصين مضلّلة وتقلّل إلى حدٍّ كبير من التكاليف والمخاطر التي يفرضها التنافس الجيوسياسي على الرخاء الاقتصادي، وجودة الديمقراطية، وفي نهاية المطاف الاستقرار العالمي.

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى