روحي خَدرت لأنَّ عيشي تكَدَّر
وُهِبْتُ صوتاً وعقلاً - لأفهم -
أين الخير وأين الشر.
لماذا أختبئ مرّةً أُخرى،
مثل الجبان، مثل الضعيف،
بالمعنى الهادئ للوجود،
حيث الأُسرة والراحة والدفء.
مرّةً أُخرى بعد منتصف الليل يندفع إلى الغرب
نجمي،
لِيُنيرَ ويَغْمُرَ بضوئه
مَن ينام في القبو.
ناهَزَت الجدّةُ كاتيا التسعين من العُمر، وكفَّ بصرُها.
لطالما كان هذا العالم بالنسبة لها،
كأنّما يطير نحو الجحيم.
الجدّة كاتيا جالسة،
ولم تعد تنتظر شيئاً.
بالنسبة لها الفجر والليل سيّان،
كلاهما واحد، وكلاهما مظلم.
ذكريات هموم النساء
أحرَقَت يديها الخشنتين،
وفي روحها الطّيبة -
أوكرانيا وروسيا - شيء واحد.
أنصِتي، أيّتها الجدة كاتيا،
إنّنا ننامُ إلى جنبكِ نوماً مُضطَرِباً،
العمّةُ فاليا، والعمُّ ساشا
وأوكسانا، وناتاشا
وأنا.
العمّة فاليا عَمَّدَتْني
في سَنَة سبع وستّين
إذاً، هي عَرّابَتي،
إذاً، فهي أيضاً عائلتي.
إنّي أتَسَكّعُ في الليالي
بين الأنقاض حافيةَ القدمين.
عروقي
تُفجّرها شظايا قنابلٍ صفراء
فأصرخُ بصوتٍ مبحوحٍ لا يُسْمَع
وأنادي الجدّة كاتيا، من خلال الحلم،
لا تبكي، أيتها الحبيبة!
وبعد ذلك، لن أستيقظ...
15 آذار/ مارس 2022
* شاعرة من روسيا
** ترجمة: تحسين رزاق عزيز