خلال السنوات الأخيرة، أُعلن عن العديد من الاكتشافات في مواقع أثرية عديدة في مصر لرسوم على الصخور، يعود أقدمُها إلى عشرة آلاف سنة، وقد استُخدمت عدّة تقنيات لتنفيذها مثل الكشط، أو الوسائل الذي تبرزها نافرة، بالإضافة إلى الرسوم المصمتة.
تنتمي هذه النقوش الصخرية، مع أُخرى مماثلة في شمال السودان، إلى سياق حضاري وزماني مشترك، وتتشابه مضامينها التي تحتوي عادة الأشكال الآدمية والحيوانية والنباتات كذلك، كما تحضر فيها مشاهد من الحياة اليومية وأُخرى مستمدّة من رحلات الصيد، وتفاصيل من المعبد تصوّر الطقوس والمناسبات الدينية.
"لوحة الحجر: نحو تكامل أفضل بين دراسات فن الصخور والكتابة على الجدران في مصر والسودان" عنوان الكتاب الذي صدر عن "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة و"المركز البولندي لآثار المتوسط" في "جامعة وارسو"، وحرّره أستاذ الآثار باول ليتش بولكوسكي.
يقارب الكتاب النقوش المكتشفة في البلدين من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور الوسطى وحتى زمن قريب، في مجموعة أوراق قدّمها باحثون في مؤتمر عُقد بالعنوان نفسه في العاصمة المصرية عام 2019، وخلصت إلى وضع تصوّر أكثر شمولية عن ارتباط هذه الفنون بحسب تصنيفها للمراحل التاريخية التي تمثّلها.
في التقديم الذي كتبه، يشير بولكوسكي إلى تضمّن الكتاب دراسات لباحثين في مجالات متعددة؛ مثل الأركيولوجيا والفن والتاريخ والأديان القديمة والأنثروبولوجيا، بالاستناد إلى مسوحات أثرية في مواقع واحة الخارجة وشبه جزيرة سينا ومناطق النوبة وغيرها.
يشتمل الكتاب على ثماني عشرة دراسة منها: "الفن الصخري ما قبل الفرعوني: عندما تكون الإجابات محفورة في الحجر" لدوريان فانول، و"بعض الاعتبارات حول الفن الصخري الصحراوي وعلامات الهوية 'الليبية' في الأيقونية المصرية" لإيلينا بانيت، و"ما وراء "الفرعونية": نقوش حيوانات غير هيروغليفية من تاريخ الأسرة الحاكمة، نحو إطار زمني وتفسيري" لأكسيل بريمونت، و"علامات البنائيين من مصورات النوبة ومصر: نظام العلامات غير اللغوي وسياقه متعدد الثقافات" لتيم كاربرج.
إلى جانب "نظرة عامة على النقوش الرسمية والخاصة المتعلقة ببعثات سيناء" لبيير تاليت، و"العلاقة المتبادلة بين الكتابة على الجدران النصية والتصويرية في أماكن العبادة: بعض الأمثلة من مصر اليونانية الرومانية والنوبة المسيحية" لآدم لاجتر، و"الفن الصخري بالسويس: استكشاف إمكانات المواقع الأثرية في سياق السياحة" لرباب حمدي علي، و"الغرافيتي والمهرجانات وعرض الذات النوبية: ثلاث دراسات حالة" لجون كولمان دارنيل.